بالتزامن مع مؤتمر التغيرات المناخية (COP 21) المزمع إقامته في باريس في ديسمبر القادم كشف المهندس الإماراتي عبدالله الشحي من إمكانية ربط أنهار باكستان (نهري الداشت و الإندوس) بدولة الإمارات عن طريق أنابيب تحت البحر, و المقترح يهدف لدعم جهود العالم في مواجهة التغيرات المناخية عن طريق التقليل من إرتفاع مستوى مياه المحيطات و مكافحة ظاهرة التصحر.
حيث يقول المهندس عبدالله الشحي :" يبعد نهر الداشت الباكستاني قرابة 500 كلم عن سواحل إمارة الفجيرة , و إيصال النهر بالإمارات عن طريق أنابيب تحت سطح مياه بحر العرب سيعيد جريان الأنهر في الإمارات لأول مرة بعد إنقطاع دام آلاف السنين حين كانت جزيرة العرب تجري من تحتها الأنهار" .
ونوه المهندس بإن المشروع سيعود بالفائدة على الجانبين الإماراتي و الباكستاني ,حيث سيمد نهر "خليفة " الإمارات بالمياه الغنية بالمواد العضوية و الطمي وهي مياه صالحة لعمليات ري المزروعات و بأقل التكاليف مما يجعل الإمارات أكثر إخضرارا , بلإضافة إلى رفع منسوب المياه الجوفية للدولة.
و من الجانب الباكستاني سيساهم المشروع في التقليل من مخاطر الفياضانات حيث سيتم ضخ المياه الفائضة إلى الجانب الإماراتي في حال إرتفاع منسوب المياه في النهر بدلا من أن تصب المياه في بحر العرب.
و قال الشحي " إن دولة الإمارات تمتلك مقومات دعم الإبداع و التفكير خارج إطار المألوف لإيجاد حلول إبداعية للتحديات التي تواجهها , ومنها مشكلة ندرة المياه , و بإمكان دولة الإمارات العربية المتحدة تغيير " التغير المناخي " للأبد و ذلك إذا تضافرت الجهود الدولية مع جهود الإمارات"
يذكر أن مقترح مشروع نهر "خليفة " هو جزء من مشروع الأنهار اللامتناهية الذي ورد ذكره في كتاب
(Filling the Empty Quarter)
والذي صدر مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية, حيث يدعو الكاتب إلى إعادة مسار أنهار العالم لتصب في الصحاري بدلا من أن تهدر في المحيطات. ( كنهر النيل ليصب في صحراء سيناء , و أنهار أوروبا لتصب في الصحراء الكبرى) وبذلك نساهم في تشجير الصحاري نقلل من آثار التغيرات المناخية.
ومن المشاريع التي يطرحها الكاتب لإيجاد مصادر جديدة للمياه في الدولة والعالم , مشروع التنقيب عن المياه من الجبال الجليدية التي إنفصلت عن القطب الجنوبي بسبب الإحتباس الحراري عن طريق برش الثلج ونقله بخزانات طافية إلى المناطق الأكثر حاجة إلى المياه سواء للشرب أو للزراعة ,ومشروع "ألما" لحصاد مياه الأمطار والرطوبة على المسطحات المائيةو المحيطات , وكذلك مشروع " سور الإمارات الأخضر العظيم " الذي سيمتد من مدينة العين إلى السلع للحد من إمتداد رمال صحراء الربع الخالي إلى الإمارات مما يمكننا من إقامة مشاريع بيئية خضراء و مزارع حيوانية و لجني المحاصيل , وللمساهمة في خفظ درجة حرارة الكرة الأرضية ب معدل 5 درجات مئوية خلال المائة العام القادمة و لتصحيح الدورة البيئية مجددا التي تأثرت سلبا بالثورة الصناعية خلال القرن الماضي.
يذكر أن الكاتب حاصل على براءة إختراع من مكتب حماية الحقوق الفكرية في المملكة المتحدة لتقنية "ألما" لحصاد مياه الرطوبة و الأمطار على المسطحات المائية.