المنطقة المالية.. نموذج جديد متفرد للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص

 تعتبر موافقة هيئة تطوير مدينة الرياض على اعتماد مُخطط التصميم العُمراني لتحسين المنطقة المُحيطة بمركز الملك عبدالله المالي، الذي أعدته الهيئة العليا بالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، بهدف خلق بيئة عمرانية متميزة للمناطق المتاخمة للمركز المالي، وتحقيق التكامل المنشود في المستوى العمراني والوظيفي بين المركز ومحيطه.

ويتضمن المخطط الجديد "للمنطقة المالية" شمال الرياض على تخصيص الأرض الحكومية الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من المنطقة لتكون متنزه عام لسكان الرياض، ويخدم سكان الأحياء المجاورة بالمركز المالي، وربط المنتزه بالعصب المركزي (الشريط التجاري) على مستوى الأرض وذلك بتحويل طريق الثمامة إلى نفق ضمن هذا الموقع، وتخصيص مركز ثقافي لخدمة سكان المنطقة.

ويشمل المخطط الجديد كذلك تخصيص متنزه عام وساحة رئيسية عامة لإقامة المهرجانات والاحتفالات في الأرض المقابلة للمركز المالي من الجهة الشرقية الواقعة ضمن العصب المركزي، وربطها بمحطة القطار في المركز المالي.

كما تتضمن المنطقة الجديدة إعادة تصميم وتنظيم محور طريق الأمير سعود بن محمد بن مقرن الواقع شمال المنطقة (غرب مدرسة دلة لتعليم القيادة) بحيث يتم الاستفادة من الأراضي الشريطية (في الوسط) الواقعة ضمن حرم أبراج الكهرباء من الجهة الجنوبية بعد تحويلها إلى خطوط أرضية وتخصيصها حديقة عامة، إضافة إلى تخصيص شريط استثماري ضمن هذا الحرم من الجهة الجنوبية.

وتتوزع مسئوليات المخطط الجديد للمنطقة بين هيئة تطوير الرياض التي تتولى: التنسيق العام لأعمال برنامج التطوير للمنطقة، وتسويق الخطة الموضوعة، وإعداد المخططات التفصيلية للتصميم العمراني للمنطقة. وبين أمانة منطقة الرياض التي تتولى تأهيل وتحسين الشوارع وممرات المشاة وتنفيذ المتنزه الرئيسي الواقع في الشمال الشرقي من المنطقة، ومتابعة تراخيص البناء.

والأجهزة والمرافق العامة لتنفيذ واستكمال أنظمة المرافق العامة من محطات وشبكات لازمة لاستيعاب المشاريع والتغيرات المقترحة في الخطة. وكذلك شركة الاستثمارات الرائدة التابعة للمؤسسة العامة للتقاعد بحيث تتولى استكمال تنفيذ مشروع مركز الملك عبدالله المالي بعناصره المختلفة وفق المخطط العام وربطه بالمناطق المحيطة. وأخيراً ملاك الأراضي والمطورين من القطاع الخاص لتطوير قطع الأراضي الخاصة الواقعة ضمن منطقة الدراسة بمشاريع تنموية، بحيث تكون منسجمة مع أسس التصميم العمراني الموضوعة.

ويعتبر البرنامج التنفيذي للمخطط أحد أهم برامج الشراكة بين الهيئة وعدد من القطاعات الحومية الأخرى والقطاع الخاص، واعتبار المنطقة المحيطة بالمركز المالي (منطقة تطوير خاصة)، والتي تبلغ مساحتها نحو خمسة ملايين متر مربع، ويحدها من جهة الشمال طريق الأمير سعود بن محمد بن مقرن، ومن الشرق شارع العليا، ومن الجنوب امتداد شارع الشيخ علي الحمد الصالحي، ومن الغرب شارع الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز (الخير) ويخترق هذه المنطقة عدد من المحاور والطرق الرئيسية مثل طريق الملك فهد والطريق الدائري الشمالي وامتداد طريق التخصصي، ويمر ضمنها ثلاثة مسارات للقطار عبر المحطة الرئيسية بالمركز المالي.

وقسمت هيئة تطوير الرياض المنطقة "المالية" شمال الرياض، إلى اربع مناطق:

١ - المنطقة الشمالية الغربية:

* تشمل المنطقة السكنية الملاصقة للمركز المالي من الجهة الشمالية والغربية، وتضم أحياء سكنية مخططة وفق نظام البناء الحالي.

* يلاحظ ضعف الربط بين المركز المالي والمناطق المحيطة بممرات المشاة.

* يوجد في جنوب هذه المنطقة مساحات من الأراضي التي لم يتم تطويرها بعد، وتمثل فرصة للتطوير المستقبلي المنشود وفق مخطط التحسين العمراني للمنطقة.

٢ - المنطقة الشمالية الغربية:

* تعاني هذه المنطقة من ضعف المستوى العمراني للبيئة السكنية، وتفتقر إلى مناطق وميادين مفتوحة وممرات مناسبة للمشاة وعناصر الرصف والإنارة والتشجير للشوارع القائمة، وتعتبر من أكثر المناطق تأثراً من النواحي العمرانية والبصرية والبيئية جراء التطوير المكثف للمركز المالي.

* يوجد أبراج كهربائية للضغط العالي تمر شمال المنطقة على امتداد طريق الأمير سعود بن محمد بن مقرن.

٣ - المنطقة الشرقية:

* تشمل الأرض المقابلة للمركز المالي من الجهة الشرقية وتبلغ مساحتها حوالي ٤٥٠ ألف متر مربع، وتقع ضمن منطقة العصب المركزي التي تحظى بضوابط تطوير عالية الكثافة ومختلطة الاستعمالات (تجاري، سكني، مكتبي).

* هذه الأرض غير مطورة ولم يتم تخطيطها بعد، وتمثل فرصة لاستيعاب الموجهات التصميمية الواردة ضمن هذه الدراسة.

٤ - المنطقة الجنوبية:

* تعتبر هذه المنطقة مفصولة عن المركز المالي بالطريق الدائري الشمالي وتضم في الجزء الشرقي منها منطقة سكنية مطورة.

* ويشمل الجزء الجنوبي منها بشكل خاص بمجموعة من الميادين الرئيسية ضمن تقطاعات الطرق القائمة التي يمكن الاستفادة منها في زيادة المناطق المفتوحة والتحسين العمراني للمنطقة.