لربما يشكل غياب كبرى شركات الديكور والتصميم الداخلي وفنون الهندسة عن المعارض والفعاليات المتخصصة في المملكة، فرصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد ورائدات الأعمال ليكونوا محط أنظار الحاضرين ومحور المواد الإعلامية والاعلانية حول هذه الأحداث.
لكن السؤال هو : لماذا تغيب؟؟ وأي هدف تحققه من خلال ذلك؟؟
عن هذا السؤال تجيب هند المعمر مسؤولة التنظيم في معرض ديكوفن الدولي الذي يدمج ما بين الديكور والفن التشكيلي ويشارك فيه أكثر من 60 مبدع ومبدعة في مجالات مختلفة من الفنون.
وتقول المعمر: "الغياب مقصود بشكل واضح، والسبب على الأرجح عدم رغبة هذه الشركات في التساوي مع الشركات الصغيرة والمتوسطة على منصة واحدة، فالمساحات الكبرى أو اختيار الأركان الأفضل لا تشبع رغبة هذه الشركات في تمييز نفسها، لا سيما وإذا كان المعرض محلي وحديث الخطى، وقد يكون السبب أيضاً في أن بعض التصاميم التي تقدمها هذه الشركات مقلدة أو منسوخة عن تصاميم مطلوبة عالمياً مما يسبب لها بردات فعل سلبية من متابعي تطورات قطاع الديكور في العالم."
وأضافت: " إن غياب هذه الشركات عن المعارض المحلية يخدم المبتدئين ورواد الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات الفنية الحديثة النشأة، لكنه وعلى المدى البعيد سيكون ذا أثر سلبي على تواجد الشركات الكبرى في سوق العمل إذ يخلق لها المنافسين ويمنحهم مساحات للتعبير عن أنفسهم ويزودهم بكافة أدوات التسويق اللازمة لإيصال أعمالهم إلى كل فئات المجتمع."
من جهتها اعتبرت سوسن باوزير السكرتيرة التنفيذية في شركة آرت جاراج (Art Garage ) الشريك الاستراتيجي لمعرض ديكوفن أن هناك 4 أسباب رئيسية تقف خلف عدم اقبال الشركات الضخمة على المشاركة في هذا النوع من المعارض وهي: عدم توافق التوقيت أحياناً مع برنامج عمل الشركات، التوجه للمعارض العالمية سعياً للانتشار أكثر من المعارض المحلية، غياب التخصص عن بعض المعارض بحيث تتداخل فيها التوجهات، وفي ما يخص هذا المعرض يمكن القول أن شركات الديكور تبتعد عن تحديد أعماله بالفن التشكيلي وربطها به بشكل حصري."
من جهته دعا الدكتور أحمد الخوجلي، وهو فنان وناقد ومن مؤسسي الحركة التشكيلة في المملكة، دعا "إدارات المعارض الفنية إلى العمل على استقطاب الأصحاب رؤوس الاعمال والشركات والمؤسسات الكبرى كزوار ومشترين من هذه المعارض لدعم الفن التشكيلي، وليسوا كعارضين أو مشاركين، لا سيما وأن عوائد هذا الفن قليلة على المبدعين والمبدعات فيه."