بطموحه الكبير ورغم سنه الكبير، تمكن طيار سعودى متقاعد من تحقيق حلمه بعد مشوارَ طويل فى عالم الطيران دام 37 عاماً بالطيران حول العالم ليصبح أول طيار سعودى عربى يجوب العالم بطائرة صغيرة.
الكابتن السعودى سامى رفه ، استطاع مؤخرا وبعد تقاعده أن يرسم صورة مشرفة للطيار السعودى من خلال تجواله حول العالم على متن طائرة خفيفة (محرك واحد ) في رحلة دامت شهرين ( 130 ساعة ) برحلة طولها 40000 كلم ليحقق انجاز سعودى وعربى غير مسبوق.
ويعتبر الطيار السعودى المتقاعد من الخطوط الجوية العربية السعودية والذى تخطى السبعين من عمره اول طيار سعودى وعربى يقوم بهذة المغامرة بطائرة صغيرة ذات محرك واحد (Moony M20r) امريكية المنشاء صنعت فى 1995 م والتى تم تطويرها لغرض هذة الجولة حول العالم.
وقال في مؤتمر صحافي عقده مؤخراً فى مدينة جدة بعد تحقيقه الحلم الذى ضل يراوده لسنين عديده، ان فكرة الطيران حول العالم وعلى متن طائرة صغيرة ذات محرك واحد خطرت بعد بلوغه سن التقاعد لتحقيق حلمه وان خبرة ال 30 عاماً فى عالم الطيران وفى خدمة الخطوط الجوية العربية السعودية من 1967 الى عام 2000 م بمجمل ساعات طيران وصلت الى 40000 ساعة منحته الثقة بالنفس والعزيمة .
وقال " فى عام 1961 وعام 1962 قمت بمحاولتى طيران حول العالم ونظراً للظروف السياسية ومايسمى بحرب اليمن ذلك الوقت تم منع الطيران فوق البحر الاحمر ولذلك لم انجح فى تلك المحاولتين. مؤخراً كنت انوى بيع طائرتى الصغيرة وكنت على وشك اتمام الصفقة واذا بى فى آخر اللحظات اتلقى اتصالاً هاتفياً من الشيخ يوسف عبداللطيف جميل والذى طلب منى عدم بيع الطائرة ووعدنى بتحقيق حلمى من خلال رعايته لهذة المغامرة "
ومن ذلك الوقت بداء رفه بدراسة الرحلة واستغرقت الدراسة 5 سنوات وبعد ذلك بداء استعداده لهذة الرحلة من خلال الطيران التجريبى لمدة 3 سنوات.
الرحلة التى اسماها " الإمتنان " انطلقت فى 28 ابريل الماضى , وانتهت فى 22 مايو 2015 ، وعن ذلك المسمى قال رفه " رسالتى (شكرا) لكل العاملين فى عالم الطيران وإلى كل من جد وأجتهد بتعليمى وإضافة الخبرات لى فى عالم الطيران . واتوجه بالشكر لله ان وفقنا فى إتمام هذة الرحلة الأولى من نوعها لمواطن سعودى ."
واضاف قائلاً " اهدى هذة الانجاز لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لما بث فينا من روح الحزم والعزم والتى كان من ثمارها قيامى بهذة الرحلة ولا انسى الامير سلطان بن سلمان اول رائد فضاء سعودى."
وأشار رفه فى حديثة عن تفاصيل رحلته انه عانى الكثير من المصاعب والمتاعب التى وجهها خلال رحلته ولكنه استمتع بها، لافتا إلى أنه رأى أماكن مثيرة فعلا للاهتمام"
وقال " الرحلة كانت مليئة بالمغامرات الشيقة والمثيرة و انها بالفعل رحلة مختلفة وغير تقليدية . تعرضت خلالها لمواقف عدة، منها تعطل أحد المحركات وبعض أجهزة الملاحة، إضافة إلى المرور فوق مناطق عسكرية تحتاج لبعض التصاريح الخاصة، مما أطال الرحلة إلى شهرين شاهدت خلالها اختلاف طبيعة العالم، مبينا أنه أضاف عددا من التجهيزات لطائرته شملت مخازن إضافية للوقود ورادارا خاصا وأجهزة التواصل والطيران الآلي وجهازا خاصا لإذابة الثلج على الأجنحة، وأن سرعة طائرته 400 كلم في الساعة وطول الجناح 36 قدما، كما أنه كان طوال الرحلة يتناول أغذية خاصة باستشارة مختصين."
وأشار فى حديثة أن هذة الرحلة لم تكن سهلة ولم تخلى من من المتاعب والمصاعب والخوف والضغوط النفسية لكن بتوكله علي الله وإصراره وعزيمته القوية ودعم اولاده واخوانه استطاع أن يسلك في هذا الطريق.
وأكد ان هذه التجربة والنجاح في الطيران حول العالم الذي لم يحققه أي سعودى اوعربي من قبل كانت رغبة منه في تحقيق الانجاز والحلم لوطنه السعودية، وقال "هدفى ان أوكد للعالم بأسره أن الشعب السعودى قادر على تحقيق كافة الصعاب والمستحيلات، ومن هنا قمت بتشجيع نفسى والبدء للتجهيز لهذة الرحلة وهدفى تحقيق هذا الحلم."
وفى ختام حديثه شكر الكابتن سامى رفه الشيخ يوسف عبداللطيف جميل لدعمه ولتحقيق الحلم وايضا السيد عبدالله السيد الرئيس التنفيذى لشركة نسكز لخدمات العمليات الجوية فى السعودية لدعمهم بادارة عمليات الرحلة حول العالم من ترحيل جوى وتخطيط جوى وجميع الخدمات المساندة لنجاح الرحلة.
كابتن سامى رفه من مواليد مكة المكرمة ، وهو اب لابنين وبنتين، من مواليد مكة المكرمة عام 1943، ولقد درس الطيران في النمسا وسويسرا، ومن ثم اكمل دراسته الاكاديميه في الولايات المتحدة الاميركية، وبعدها عمل طيارا مدنيا لمده 35 سنه، وتقاعد قبطانا من الخطوط الجويه السعوديه علي طائره الـ«جامبو» بعد اجرائه مايقارب من 40000 ساعة طوال مشواره. ثم اتجه بعد ذلك لتدريس الطيران في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة علي مدي 6 سنوات.الكابتن سامى له ثلاثة كتب ويعد لكتاب عن رحلته الحاليّ.