٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
السياحة والضيافة | الأربعاء 21 أكتوبر, 2015 3:18 صباحاً |
مشاركة:

استرجاع البذور المحفوظة في "قبو سفالبارد العالمي للبذور" لإعادة بناء مجموعة البذور الدولية الحيوية لمستقبل غذائي آمَن

أعلن اليوم عن وصول مجموعة البذور الثمينة التي كان قد تم إرسالها مسبقاً من قبل المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) لتخزينها وحمايتها في "قبو سفالبارد العالمي للبذور" في الدائرة القطبية الشمالية، لتشق طريقها بسلام إلى المغرب ولبنان بعد أن قطعت رحلة قدرت بعشرة آلاف كيلومتر ذهاباً وإياباً. هذه البذور المحملة بالأمل ستساعد في إنتاج أصناف جديدة من المحاصيل الهامة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء مع تغيرات المناخ.

 

وسوف تستخدم البذور من قبل مركز "إيكاردا" لتلبية طلبات تنويع المحاصيل من قبل المربين والباحثين والمزارعين حول العالم حتى يتمكنوا من تطوير واختبار أصناف جديدة قادرة على التعامل مع تغيرات المناخ والأمراض الجديدة.

 

وتحتوي هذه الشحنة وهي أولى الدفعات التي سيتم استرجاعها في السنوات المقبلة،  على 128 صندوقاً وإجمالي 38,073 عينة من البذور، والتي سيتم زراعتها خلال المواسم الزراعية هذا العام والعام المقبل. وقد تم إرسال ما مجموعه 57 صندوق يحتوي على أعلاف وفول وجلبان، وسلالات برية للحبوب والبقول (8840 إضافة) إلى لبنان، وأرسل 71 صندوق يحتوي على أنواع بذور القمح والشعير والعدس والحمص (29233 نوع بذرة) إلى المغرب. يذكر أنه قد تم إرسال ما مجموعه 350 صندوق أساساً إلى "قبو سفالبارد".

 

وسيتم زرع كل عينة وإنتاجها في مرافق "إيكاردا" لتوفير  نسخ مكررة يتم استخدامها في إعادة تأسيس مجموعة بذور إيكاردا الفعالة ويمكن إرجاعها أيضاً إلى قبو البذور لحفظها.

 

وتعتبر البذور الموجودة في رعاية "إيكاردا" مجموعة هامة على الصعيد العالمي تضم 65 % من السلالات والأصناف الفريدة والأنواع البرية للحبوب والبقوليات والأعلاف التي تم جمعها من مناطق مثل "الهلال الخصيب" في غرب آسيا، والمرتفعات الإثيوبية ووادي النيل حيث سجلت أقدم ممارسات تدجين للمحاصيل عرفتها الحضارة. وقد أنتجت هذه الأصناف القديمة جينات قوية بشكل طبيعي نتجت عن حفظها لآلاف السنين  وتكيفها وتطورها لتكون مصدراً قيماً لتعزيز مرونة المحاصيل تجاه عنصر المناخ.

 

وقد تم تخزين البذور في الأصل في بنك المصادر الوراثية التابع للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا" في مدينة حلب السورية. وجرّاء الصراع  السوري الدائر أصبح من الصعب على موظفي "إيكاردا" ضمان إمكانية تجديد وتوزيع المواد على المستخدمين حول العالم. وبينما لا يزال المخزن البارد للبذور يعمل، يتعذر على موظفي "إيكاردا" استخدام الأراضي المحيطة لتجديد مخزون البذور، وهو جانب بالغ الأهمية من عمل المنظمة التي توزع عادة حوالي 25 ألف عينة سنوياً للشركاء.

 

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استرجاع بذور أودعت سابقاً لحفظها في قبو البذور العالمي في سفالبارد، منشأة احتياطي البذور الآمن لتنويع المحاصيل، بعد أقل من 10 سنوات من افتتاح القبو. هذا القبو القابع في أعماق التربة المتجمدة على أرخبيل قطبي بعيد يحتفظ حالياً بأكثر من 860 ألف عينة من البذور من كل دول العالم تقريباً.

 

وقد تم تمويل شحنات البذور القادمة  من سفالبارد إلى المغرب ولبنان من قبل الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل "كروب تراست" وهو أيضاً شريك في تشغيل قبو احتياطي البذور مع حكومة النرويج و"نوردجن".

 

وتتمثل مهمة "كورب تراست" في الحفاظ على تنوع المحاصيل على الأرض من أجل تحقيق الأمن الغذائي للأجيال الحالية والمستقبلية. وقد أظهرت دراسة حديثة شاركت في إعدادها "كورب تراست" أن الإمدادات الغذائية على كوكبنا قد نمت بالاعتماد بشكل متزايد على أنواع قليلة من المحاصيل فقط على مدى السنوات الخمسين الماضية. وسوف يؤثر تغير المناخ على قدرة هذه المحاصيل على النمو والازدهار وسوف يزداد الضغط على النظام الغذائي مع استمرار  تزايد أعداد سكان العالم.

 

وتعمل "كروب تراست" على إنشاء وتمويل وإدارة نظام عالمي للمحافظة على تنوع المحاصيل. ويعد مركز "إيكاردا" واحداً من 11 بنك دولي للمصادر الوراثية التي تعد جزءاً من هذا النظام الدولي. ومؤخراً أكّدت مجلة "ذا إيكونومست" أن "الحفاظ على التنوع الجيني المتبقي سيكون استثماراً ممتازاً." ويدعم هذا التوجه كل من مركز "إيكاردا" من خلال استثماره في قبو احتياطي البذور إضافة إلى رؤية "كورب تراست" لبناء نظام عالمي للحفاظ على المحاصيل.

 

وفي هذا الإطار، قالت ماري هاجا، المدير التنفيذي لشركة "كورب تراست": "رغم الأزمة الرهيبة التي يعيشها شعب سوريا، إلا أن استرجاع بذور "إيكاردا" من قبو البذور العالمي في سفالبارد يحمل نفحة أمل ويمثل خبراً جيداً. وهذا يثبت أن التدابير التي يتخذها المجتمع الدولي للحفاظ على تنوع المحاصيل للأجيال القادمة تأتي أكلها وتحقق غايتها."

 

وأضافت:"من ناحية، كان من الأفضل لو لم نضطر لاسترجاع البذور من مكان حفظها فذلك يدل على وجود مشكلة كبيرة في مكان آخر من هذا العالم، إلا أننا تيقنا الآن أن قبو حفظ البذور، المكان الآمن لحفظ تلك البذور، يعمل كما خطط له. والآن يمكن لمركز إيكاردا مواصلة العمل مع الشركاء الآخرين لتطوير المحاصيل التي ستساعد في توفير الغذاء للناس في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى حول العالم في المستقبل."

 

من جهته قال الدكتور محمود الصلح، مدير عام مركز "إيكاردا":"نحن سعداء لأننا تمكنّا من استرجاع هذه البذور كي يتمكن مركز إيكاردا من مواصلة لعب دوره الحيوي في توفير الموارد الوراثية الثمينة لشركائنا ولا سيما في البرامج الوطنية وضمن الجهود المتواصلة الرامية إلى الحفاظ على تنوع المحاصيل ومواجهة التحديات سواء الطبيعية أو تلك التي يتسبب بها الإنسان من أجل تأمين الغذاء للأجيال القادمة ".

 

وأضاف:"لقد استمتعنا طويلاً  بعلاقة العمل الإيجابية والمثمرة التي تربطنا مع كورب تراست والدعم المستمر والقيّم لعمل مركز إيكاردا في مجال الموارد الجينية. وإنه لأمر مشجع للغاية أن نرى بأم أعيننا  أن التدابير التي تعاونّا معاً على اتخاذها لحفظ مجموعات احتياطية من البذور، تعمل وبشكل فعال وناجع عند الحاجة."

 

بدوره، قال أرني براغاسون، مدير منظمة "نوردجن" التي تشترك في إدارة قبو احتياطي البذور العالمي في سفالبارد: "إنه لأمر رائع أن نرى قبو احتياطي البذور يثبت نجاعته ودوره على الأرض حيث تمكنّا من مساعدة أصدقائنا في منطقة الشرق الأوسط لمواصلة عملهم الحيوي."

 

وأضاف:"يعتبر هذا الإنجاز دليلاً على أن النظام العالمي ينجح في تحقيق دوره. فقد تعاون مركز إيكاردا ونوردجن وكورب تراست بشكل وثيق على مدى عدة سنوات لجمع وحفظ احتياطي البذور، وسوف نواصل القيام بدورنا هذا مع استخدام البذور الآن لإعادة تأسيس مجموعة بذور إيكاردا الفعالة."

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة