ناقشت جلسات اليوم الأول لقمة الحكومات الخليجية الرابعة للتواصل الإجتماعي التي إنطلقت اليوم في فندق سوفيتل داون تاون دبي، توجه الحكومات في اعتماد الإبتكار في تواصلها عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
وإستهلت القمة أعمالها بحلقة نقاش عن كيف يمكن للحكومات أن تستغل التواصل الإجتماعي لبناء المدن الذكية، وسلطت الضوء على دعم حكام دولة الإمارات لوسائل التواصل الإجتماعي وإستخدامها في التواصل والتفاعل مع سكان الدولة.
وأدار الجلسة سعادة الدكتور سعيد الظاهري، رئيس مجلس إدارة "سمارت وورلد"، وضمت الدكتورة عائشة بن بشر، المدير العام المساعد في المكتب التنفيذي، وشيخة المسكري الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية في وكالة الإمارات للفضاء، ورجائي الخادم، مدير القطاع الحكومي والشركات في "لينكد إن" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأوضحت شيخة المسكري خلال الجلسة كيف قامت دولة الإمارات بتسمية أول مسبار عربي إسلامي لاستكشاف كوكب المريخ بإسم "أمل"، والذي جاء بعد دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الناس على موقع "تويتر" لإقتراح واختيار الأسم، الأمر الذي يوضح مدى دعم وإدراك حكام دولة الإمارات أهمية وسائل التواصل الإجتماعي.
وقالت الدكتورة عائشة: "نحن فخورون بمستويات النضوج الذي وصلت اليه المؤسسات الحكومية بالدولة في إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي، حيث سمحت لها هذه الوسائل بمشاركة الأخبار والتفاعل وإستهداف مجموعات وفئات عمرية محددة، نقلها من حالة نشر المعلومات فقط الى التواصل المتبادل مع الجمهور."
وتحدث رجائي الخادم عن كيف أن الترويج لموقع "لينكد إن" من خلال وسائل التواصل الإجتماعي قد نجح في جذب المزيد من المستخدمين والمشتركين، حيث قال أن عدد مشتركي الموقع وصل الى 380 مليون من بينهم 16 مليون في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم جذب 2 مليون منهم من خلال الترويج عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي.
من جانبه، قال باولو بولتشيني، مدير مبيعات الحلول في شركة "مايكروسوفت": "نعمل على تحويل التحديات الى فرص من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، وذلك من خلال ثلاثة عوامل رئيسية، أولها توفير القدرة على العمل في أي مكان ووقت وجهاز، والثاني هو المعلومات المؤسسية والخاصة، والأخير هو المعلومات التي يشاركها المستخدمين. كما نعمل على ضمان أن يحافظ المستخدمين على إنتاجيتهم، وتستعمل وسائل التواصل الإجتماعي في ربط جميع الأقسام في مؤسسة واحدة مع جميع الناس العاملين على فكرة واحدة."
وتضمنت القمة ستة ورشات عمل ناقشت وسائل التواصل الإجتماعي والتحديات التي تواجهها في ستة قطاعات مختلفة وهي الرعاية الصحية والخدمات المالية والموارد البشرية والتعليم والشؤون الخارجية والدفاع والحكومات المحلية والفدرالية.
وقال فيصل الخطيب، الباحث في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "يمثل التحول في اتخاذ القرار من النموذج الهرمي التراتبي إلى النموذج التشاركي عبر إشراك المواطنين، محوراً رئيسياً في دراسة السياسات العامة. ويعد العصف الذهني الإماراتي – والذي كان عبارة عن مبادرة تهدف لإشراك كافة مواطني الدولة عبر توظيف وسائل التواصل الاجتماعي – تجربة نموذجية غير مسبوقة وخاصة فيما يتعلق برسم سياسة التعليم، وتشير هذه التجربة بوضوح إلى نقلة كبيرة في كيفية صناعة السياسات المتعلقة بالتعليم. كان الهدف من هذه المبادرة جمع الآراء والأفكار حول كيفية تطوير قطاع التعليم في دولة الإمارات عبر وسائل جديدة ومبتكرة تمثلت في توظيف وسائل الإعلام الاجتماعي لإحداث أثر إيجابي في عملية صناعة السياسات في المنطقة. وكان الهدف من مشاركتي هو توثيق الكيفية التي ساعد فيها العصف الذهني الإماراتي والذي تم عبر منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل سياسة التعليم الجديدة وتقييم كيف يمكن لمبادرات إشراك المواطنين المستقبلية توظيف الإعلام الاجتماعي لمتابعة تطوير القطاع التعليمي في الإمارات".
وتقام القمة على مدى يومين تحت شعار "تسخير شبكات التواصل الاجتماعي لدفع الابتكار الحكومي وتطوير المدن الذكية"، بمشاركة قادة القطاعات الحكومية المتخصصة في المنطقة والعالم، إلى جانب خبراء في وسائل التواصل الاجتماعي.