استبشر الحجاج والمعتمرون وزوار الحرمين الشريفين والمواطنين خيراً بنجاح أول رحلة تجريبية لقطار الحرمين الذي سيحدث نقلة كبيرة في قطاع النقل العام والخطوط الحديدية بالمملكة، لاسيما وأنه يربط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة مروراً بجدة، ولعل المستفيد الأكبر من هذا المشروع الضخم هم حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين الذين تزداد أعداهم عاماً بعد آخر، لأن القطار سيغنيهم عن التنقل بين الحرمين الشريفين بواسطة السيارات والحافلات، وبالتأكيد أن في ذلك راحة لهم بالإضافة إلى أن القطار من شأنه أن يقلل من الحوادث المرورية التي راح ضحيتها الآلاف في طريق المدينة المنورة – مكة المكرمة السريع.
كما أن أهالي مكة والمدينة وجدة سيستفيدون من خدمات القطار الذي يضم خمس محطات واحدة في مكة واثنتان في جدة والرابعة في المدينة والخامسة في رابغ، لأنه سيسهل من تنقلاتهم بين المدن الثلاث، فالقطار السريع الذي يمتد لأطول من 450 كلم يتوقع أن يساهم في نقل أكثر من ثلاثة ملايين راكب كل عام، وسيزداد هذا العدد مع زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين.
حرص المملكة
حكومة المملكة العربية السعودية حرصت على تنفيذ هذا المشروع الضخم ضمن جملة مشروعاتها وخدماتها وأعمالها الكبيرة المقدمة لضيوف الرحمن سواءً في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، إذ يعتبر قطار الحرمين فريداً من نوعه وإستثنائياً كونه أول قطار كهربائي سريع يعمل في بيئة منطقة الشرق الأوسط، وستسير عدد من القطارات بين المحطات الخمس وأشارت بعض الإحصائيات إلى أن القطار سينقل قرابة ال 20 ألف راكب في الساعة الواحدة، وسيوفر قطار الحرمين قطارات سريعة بأحدث التقنيات المستعملة في القطارات العالمية بالإضافة إلى التجهيزات الأخرى التي تجمع الضرورية منها بالترفيهية.
القائمون على المشروع يسابقون الزمن من أجل إنجازه في أقرب وقت ممكن، وتعتبر أول رحلة تجريبية مؤشرا إيجابيا يدل على أن الانطلاقة مسألة وقت لا أكثر، وأن قطار الحرمين قد يكون من ضمن المشروعات المنجزة في العام المقبل.
مع المواطنين والمقيمين
المواطنون والمقيمون وبعض المعتمرين وضيوف الرحمن عبروا عن سعادتهم الكبيرة بهذا المشروع، وقدموا من خلال صفحات "الرياض" خالص الشكر والتقدير والعرفان للحكومة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، "الرياض" التقت بعدد منهم واستطلعت آراءهم من خلال التقرير التالي:
في البداية قال المواطن عبدالله العُمري: "للأمانة هذا المشروع أعتبره قفزة كبيرة في وسائل النقل ببلادنا، لم أتخيل يوماً بأننا سنستخدم القطارات للتنقل بين المدن، لكن هذا الحلم أصبح قريباً من الواقع بفضل الله ثم بالدعم الكبير من حكومتنا التي صرفت ولاتزال تصرف مئات المليارات من أجل التيسر على ضيوف الرحمن بالإضافة إلى المواطنين والمقيمين، عندما تم الإعلان عن المشروع لم أتوقع بأنه سينجز خلال هذه الفترة، وتفاجأت عندما قرأت في الصحف عن أول رحلة تجريبية، الجميع سيستفيد من قطار الحرمين، وشخصياً لن أسافر إلى المدينة المنورة بسيارتي مثلما كنت أفعل سابقاً وسألجا للقطار الذي سيوفر لي المال والجهد".
وقالت المواطنة شروق القحطاني: "قطار الحرمين إيجابياته لا يمكن سردها في مساحة قصيرة، فالحجاج والمعتمرون سيستفيدون منه بتوفير الراحة والأمان لهم بعد الله خلال تنقلهم بين مكة والمدينة، كما أن الزحام المروري سيصبح أقل في الخطوط السريعة بين المدن التي تضم محطات للقطار، ومن ناحية طبية سيقل استخدام المسافرين للسيارات وبالتالي سينعكس ذلك على حجم التلوث الناتج عن عوادمها".
عصام عبدالله أحد ضيوف الرحمن من جنسية عربية بدأ حديثه ل "الرياض" بالدعاء والشكر للحكومة السعودية، وقال: "قطار الحرمين سيختصر زمن الرحلة بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وسيسهل علينا كمعتمرين وحجاج التنقل بين الحرمين، تمنيت لو أن القطار بدأ فعلياً في حج هذا العام لأستفيد منه، لكن يبدو بأنه ليس لي نصيب في ذلك، أتمنى أن يُنجز المشروع وأن يستفيد منه المسلمين في موسم الحج المقبل، لأنني أعتبره انجاز هائل وسيساهم في حل كثير من المشاكل، سواءً تلك التي تتعلق بالحجوزات أو الإرهاق أو حتى الخسائر البشرية جراء الحوادث المرورية".
وقال الحاج أيوب احمد الذي يتواجد في مكة المكرمة للمرة الثانية في حياته: "كنت متواجداً هنا قبل حوالي 20 عاماً، لكن عندما حضرت هذه المرة شعرت بأنها المرة الأولى، كل شي اختلف وتطور، مكة شهدت نهضة كبيرة في كل شيء، واضح بأن هنالك عملا كبيرا من الدولة، مشروع قطار المشاعر اعتبره واحدا من أهم المشاريع، اليوم تفاجأت بمشروع قطار الحرمين، الحجاج والمعتمرون هم الرابح الأكبر من هذا المشروع، فهنيئاً لهم الاستفادة منه في المواسم المقبلة".