وثقت غرفة الرياض في كتاب صدر حديثاً أهم الأعمال البحثية التي أنتجتها عبر مركز البحوث والدراسات منذ تأسيسه عام 1400هـ (1980) وحتى عام 2013، واشتملت على ملخصات الدراسات والبحوث وأوراق العمل التي أجراها المركز في مختلف القطاعات الاقتصادية، والتي تشكل مساهمة من قبل الغرفة في المناسبات والفعاليات المختصة بالأنشطة الاقتصادية المتنوعة.
ورصد الكتاب الذي حمل عنوان: "أهم الأعمال البحثية لمركز البحوث والدراسات" أهم البحوث التي أعدها في العديد من القطاعات منها القطاع الزراعي، وشملت 24 بحثاً وورقة عمل تنوعت في مجالاتها وتخصصاتها، وكان أول هذه البحوث دراسة أجريت في القطاع في عام 1980 تحت عنوان: "أسباب ارتفاع أسعار الآلات والمعدات الزراعية في المملكة" ثم دراستان عن الحبوب الغذائية والزيتية، كما أعد المركز دراسة حول دور الشركات المساهمة في عملية التنمية الزراعية، ثم دراسة عن اقتصاديات التمور.
واهتم مركز البحوث بدراسة سوق وصناعة الدواجن بالمملكة، فأجرى عدة بحوث تتناول هذه الصناعة، بدأها بدراسة أولية لاختبار وقياس درجة حساسية إنشاء شركة لإنتاج دجاج لاحم بطاقة 100 ألف طن سنوياً، ثم دراسة عن أبعاد إغراق الدواجن بالمملكة في إطار اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وفي عام 2012 اهتم المركز بدراسة الوضع الراهن لقطاع اللحوم الحمراء بالمملكة، وخرجت هذه الدراسة بعدة توصيات تهدف لتنمية الاستثمارات في القطاع لتغطية الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
ومن أبرز توصيات الدراسة الدعوة لتعزيز دور القطاع الخاص وتشجيعه على زيادة استثماراته في إنتاج اللحوم، كما دعت إلى تفعيل الاستراتيجية الوطنية للأعلاف، وتشجيع البنوك ومؤسسات التمويل على تمويل مشروعات الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية، وأوصت كذلك بتنويع مصادر الاستثمار وعدم الاعتماد على مصدر واحد أو مصادر محدودة.
وفي عام 2013 أجرى المركز دراسة: "الثروة السمكية في المملكة.. الواقع والطموحات"، بينت الأهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية للثروة السمكية، ودورها في تحقيق استراتيجية الأمن الغذائي بالمملكة، لافتة إلى أهمية هذه الثروة كمصدر رخيص للبروتين، وكقيمة غذائية غنية بالفيتامينات، فضلاً عن دخولها في الكثير من الصناعات الغذائية، مما يجعلها تدر دخلاً اقتصادياً عالياً.
ولفتت الدراسة إلى أن إنتاج المملكة من الأسماك والروبيان تضاعف من 55 ألف طن عام 1998 إلى ما يزيد عن 100 ألف طن عام 2010، لكنها أشارت إلى أن الإنتاج لا يكفي الاستهلاك المحلي، حيث تضطر المملكة إلى سد النقص في احتياجاتها عن طريق الاستيراد، وهو ما يعني وجود فرص استثمارية جيدة للاستثمار في هذا القطاع، إما من خلال الصيد عبر المصادر البحرية الواسعة التي تمتلكها المملكة في البحر الأحمر والخليج العربي، أو من خلال تنمية الاستزراع السمكي، وعن الإنتاج العالمي من الأسماك أشارت الدراسة إلى أنه بلغ 148.5 مليون طن في عام 2010.
وأبرزت الدراسة إلى أنه رغم امتلاك المملكة لمقومات الاستثمار الجاذب في مجال إنتاج الثروة السمكية، إلا أنه يعاني من معوقات عدة منها عدم توفر المراسي البحرية للصيادين، إضافة إلى نقص الاحتياجات من صغار الأسماك والأعلاف والمرافق المساندة للمزارع السمكية، فضلاً عن النقص في كوادر الصيادين، وعدم كفاية التمويل الكافي، وأوصت الدراسة بالعمل على تشجيع الاستثمارات في مجال الثروة السمكية، وتضافر الجهات المعنية وممثلي الصيادين لوضع الاستراتيجيات الناجعة في هذا المجال.