انطلقت أمس الأول (الأربعاء) أولى المحاضرات باللغة العربية ضمن فعاليات ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر، الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي برعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. ويعتبر ملتقى دبي الرمضاني إحدى الفعاليات الرئيسية لـ "رمضان في دبي".
وقد افتتح فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر أولى محاضرات الملتقى باللغة العربية، والتي حملت عنوان ’الخاتمة‘. ففي تمام الساعة العاشرة والنصف تماماً بدأت أولى الأمسيات الإيمانية الرمضانية بعرض فيلم وثائقي عرض محطات من ملتقى دبي الرمضاني في دورته الماضية، واستعراض لأهم الفعاليات المصاحبة للملتقى في دورته الحالية الـرابعة عشرة.
وفي تصريح له حول الملتقى قال الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر: "لقد أدهشتني التظاهرة الدعوية الإيمانية التي قلما تجدها في أي مكان في العالم. حيث تستضيف حكومة دبي كوكبة من الخطباء والمشايخ والقراء من جميع أنحاء العالم. وهذا ينبع من توجهات حكومة دبي وقيادتها الرشيدة لبث روح الحب والإيمان فيما بين المسلمين في هذا الشهر الكريم. وأود توجيه الشكر لحكومة دبي والمسؤولين والقائمين على هذا الملتقى العظيم، وأخص بالشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانه وأبنائه."
وفي كلمته الافتتاحية للملتقى، قدم حمد محمد بن مجرن، نائب الرئيس الأول لمكتب دبي للفعاليات والمؤتمرات في دائرة السياحة والتسويق التجاري والمشرف العام لملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر، التهنئة للأمة العربية والإسلامية والحضور بحلول شهر رمضان المبارك، وتوجه بالشكر لسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، لرعايته الكريمة للملتقى، كما رحب بفضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر والحضور الكريم.
وقال بن مجرن: "إن مُلتقى دبي الرمضاني يحملُ عدةَ رسائلْ مُهمة تتمثل في القيمَ التي يَشتملُ عليها شهرُ رمضانَ الكريم، والتي تنسجمُ تماماً مع القيمِ الإنسانية النبيلة، التي تعتبر قيما أساسية عالمية. كما أن الملتقى لا يختص بجنسيةٍ أو ثقافةٍ مُحددة، فهو للجميع، والفعالياتُ التي يُقدِمها تستهدفُ مختلفَ الجنسيات والثقافات، وهذا ما تتميز به إمارةُ دبي التي تحتضنُ أكثرَ من 200 جنسية، تعيشُ بانسجام ووئامٍ على أرضِها الطيبة، لا سِيّما وأن حكومةَ دبي لا تَدّخِرُ جهداً في تنظيمٍ مميزٍ لهذا المُلتقى لتُظهِرَ للعالمِ أجمع أن الدينَ الإسلامي هو دينُ الوسطية والاعتدال، وأنه دينُ رحمةٍ وسلام."
وأضاف: "كعادتنا في كل عام، حرِصنا على دعوةِ كوكبةٍ من الدُعاة والمشايخ الأفاضل من مختلفِ دولِ العالم، من أجل إثراء فعاليات الشهرِ الفضيل بتعاليمِ الدينِ الحنيف، إذ تغطي المحاضرات مجموعةً واسعةً من المواضيع الاجتماعية والدينية. وتتميزُ محاضراتُ الملتقى بتنوعِ لُغاتِها، الأمرُ الذي يستقطبُ جمهوراً من مختلفِ الجاليات الإسلامية في بادرةٍ قَلَّ نَظيرُها. وقد راعينا في المحاضرات العربية أن تتوافرَ ترجمةٌ فورية إلى اللغةِ الإنجليزية."
واختتم بن مجرن حديثه بتوجيه الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائبِ رئيس الدولة رئيسِ مجلس الوزراء حاكمِ دبي، رعاه الله، على دعمه اللا محدود الذي يقدمه ، كما أثنى على الرعاية المتميزة لرعاة ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر. وهم الرعاة الإستراتيجيون وهما: المكتب للثقافة والإعلام، ومبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي، إلى جانب الرعاة الرئيسيين سعيد ومحمد النابودة القابضة، وصديقي القابضة، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وملبار ذهب وألماس، وشبكة قنوات دبي، وفليكر شو للإنتاج ذ.م.م. والرعاة الداعمين: موانئ دبي العالمية، وإينوك، وتماني مارينا فندق وشقق فندقية، وآي فون إسلام، وباور برينت.
وتلت كلمة السيد بن مجرن إطلاق مسابقة خطيب الأمة، التي تهدف إلى دعم البراعم الناشئة من الأطفال الموهوبين في فن الخطابة وإلقاء الشعر. وبدأت المسابقة بخطبة للطفل سعيد عبد الله الحوسني، 11 عاما، بعنوان "كيف نستقبل رمضان؟"، دعا فيها المسلمين إلى الاستفادة من فضائل الشهر الكريم والنفحات الربانية العطرة به والإكثار من عمل الخير ومساعدة المحتاجين. كما ألقى إبراهيم ماهر الحواري، 7 أعوام، قصيدة متميزة بعنوان "أنا إن سألت القوم عني"، والتي برع فيها في إبراز العزة والكرامة التي يتمتع بها المسلم وأعمال الخير التي يقوم بها من أجل دينه ووطنه.
محاضرة الخاتمة
وفي محاضرته التي حملت عنوان "الخاتمة"، تحدث الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر عن الصفات التي يجب أن يتسم بها المسلم وأعمال الخير والطاعات التي يجب أن يحافظ عليها حتى تكون الخاتمة سعيدة ويلقى ربه وهو راضٍ عنه ليدخله جناته ويمتعه في نعيمه. وحث المسلمين عامةً، والشباب خاصةً بالالتزام بالطاعات واستغلال فرصة شهر رمضان المبارك للعودة إلى الله والطريق القويم. وانتهت المحاضرة بأسئلة أرسلها الحضور على الرقم الخاص بالملتقى، والتي أجابهم فضيلة الشيخ عليها، مشدداً على أهمية التسامح والصفح وصلة الرحم فيما بين الناس، لاسيما في شهر رمضان المبارك الذي يغفر فيه الله عز وجل الذنوب والخطايا ويدعو المؤمنين لفعل الخير.
وعلى هامش ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر، انطلقت فعاليات برنامج التثقيف الصحي ’صحة صائم4‘ والذي يتم خلاله تقديم فحوصات مجانية لزوار الملتقى من قبل كبرى المستشفيات والمراكز الطبية وشركات الأدوية، بالإضافة إلى برنامج خاص لفحوصات طبية وتوعوية للأطفال. فيما قام الدكتور منير حمد بإلقاء مجموعة من النصائح الصحية تخللها توزيع هدايا مجانية على الحضور.
كما أقيم معرض "نشأة الخلق" الذي يعرض لوحات معبرة تتضمن آيات من القرآن الكريم عن قصة وبداية نشأة الخلق مع وجود الترجمة إلى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى وجود عرض مصور على الشاشة.
وفي ركن "كن داعياً"، تم تقديم حقائب دعوية تتضمن مواد تعريفية بالدين الإسلامي الحنيف وبلغات مختلفة، يحصل عليها الحضور مجاناً، ليقوموا بتقديمها لغير المسلمين من زملاء العمل والجيران ومن تحت أيديهم من العاملين وغيرهم.
وفي ختام الأمسية الرمضانية العطرة، تم إجراء سحوبات للجمهور على رحلات عمرة وأجهزة لوحية وهواتف ذكية. وفاز برحلة العمرة إبراهيم أحمد باثقيلي وفاطمة ساها، أما الهواتف الذكية ففاز بها أحمد شعبان سالم ورزان مروان حواري، وفاز بالميني آي باد كلاً من وائل حسني زيدان وشيرين يحيى وحيد.
كما قدمت مراكز برايم الطبية جوائز نقدية بلغت قيمتها 2,400 درهم لمن يقل عمره عن 40 عاماً وبقيمة 3,500 درهم لمن يزيد عمره عن ذلك. وفاز بالجائزة النقدية كلاً من ملا شمس الدين وهدى وحيد حسين سعيد. وسيتم إجراء السحوبات اليومية وتوزيع الجوائز على الجمهور يومياً طوال فترة انعقاد الملتقى.