«بارع» يستعد لإنشاء مراكز وحاضنات لدعم الحرفيين واحتواء إنتاجهم
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثاررئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، على تطوير الحرف والصناعات اليدوية وفق المنظور الذي اقرته الدولة لتكون قطاعا اقتصاديا جديدا موفرا لفرص العمل المتنوعة التي لا تقتصر على الحرفيين بل والمسوقين والعاملين في التصنيع والخدمات بهذا القطاع، مشيرا إلى أن الحرف اليدوية ليست مهنة للبسطاء أو مهنة لإيجاد حد الكفاف المعيشي والضمان الاجتماعي، بل هي مجال اقتصادي كبير يستوعب فئات المجتمع ويحتوي مختلف التخصصات.
وقال: بأن الحرف اليدوية مشروع تنموي يعول عليه كثيرا في ايجاد فرص العمل والتنمية المحلية مع المحافظة على عنصر ثقافي مهم ومكون اساس في الهوية الوطنية، مؤكدا أن هناك هدفا رئيسا لبرنامج (بارع)وهو أن يكون شعار «حرفة سعودية» موجودا في كل بيت.
جاء ذلك، خلال ترؤسه الاجتماع السادس للجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية الثلاثاء الماضي في قاعة الاجتماعات بالمتحف الوطني في الرياض.
ونوه، إلى أن البرنامج يركز في هذه المرحلة على تثبيت الجودة وحماية العلامة والتسويق، مع الاستفادة من أفضل التجارب العالمية والتي بدأها البرنامج بالاستفادة من التجارب التركية والكورية والمغربية من خلال الاتفاقيات الموقعة مع وزارات وهيئات الحرف اليدوية في تلك الدول.
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان، بأن البرنامج سيستفيد من التجربة الإدارية المميزة لهيئة السياحة واستثمارها في أعمال البرنامج، وتأسيس قطاع الحرف كمجال اقتصادي كبير.
وأبان أن البرنامج بصدد الدخول في مجال التصنيع لتكوين التجمعات الحاضنة للحرفيين الممكنة لهم لينتجوا بجودة عالية وبكميات كبيرة قابلة للتسويق بشكل واسع، مشيرا إلى أن البرنامج يعد لإنشاء مصانع وحاضنات أعمال لدعم الحرفيين واحتواء انتاجهم بحيث تتولى الهيئة واللجنة الاشرافية للبرنامج بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة وعدد من المستثمرين إيجاد منشآت صغيرة ومتوسطة توظف الحرفيين أو تتيح الفرصة لهم للعمل في هذه الحاضنات والاستفادة منها، وتقديم المعامل والخدمات المساندة للموهوبين منهم لتطوير حرفهم والمشاركة في الاستثمار.
ولفت إلى أن البرنامج يركزعلى التدريب المتدرج والمتكامل وفق مسار تدريبي استثماري يقدم الدعم والمساندة في إدارة الاعمال، مؤكدا: «ننظر إلى المواطن من خلال برامج التدريب كمشروع مستثمر مستقبلي».
وأردف: «نريد أن نقلب المعادلة فلا تمويل بدون تدريب وبدون خبرة في كيفية الاستثمار والادارة المالية، لأننا نؤمن أن الاستفادة من المال العام يجب أن تحقق عوائد لأكبر عدد من المواطنين، وتحقق الاثر الملموس في دعم الاقتصادات المحلية، وهذا منظور جديد لإدارة فرص العمل وليس فقد مجرد إنتاج فرص العمل».
ووجه في هذا الصدد بإعداد مشروع تعاون بين بارع والمؤسسة العامة للتدريب التقني وشركاء آخرين في مجال التدريب لتطوير مسار تدريبي منتهي بالتوظيف او منتهي بمشروع صغير أو متوسط، ويتم تمويله من شركاء البرنامج.
كما أبرز، أهمية اتفاقيات التعاون التي وقعها البرنامج مع عدد من الجهات مشيرا إلى دورها في مجال تدريب وتأهيل الحرفيين، وتوفير فرص العمل، ودعم الاستثمار في هذا المجال.
وقد ناقش أعضاء اللجنة الإشرافية، عدداً من الموضوعات المتعلقة بأنشطة وخطط البرنامج، وقدم في الاجتماع عرض مرئي عن برنامج التطوير الشامل للسياحة والتراث الوطني الذي تنفذه الهيئة حاليا، وتقرير عن شراكات برنامج بارع مع عدد من الجهات، ومشروع السجل الوطني للحرفيين، كما اطلعت اللجنة على لائحة تنظيم العمل للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية، بالإضافة إلى عرض عن برنامج التدريب على حرفة الخزف الذي عقد في كوريا الجنوبية .
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) قد زار قبل الاجتماع معرض منتجات الخزف حيث استعرض (50 منتجا) من إنتاج المتدربين الذين شاركوا في الدورة التدريبية على حرفة الخزف بكوريا الجنوبية وأنتجوا ما يقارب 100 منتج خزفي في شهر فبراير عام 2015م.
ثم رعى سموه توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون بين البرنامج وكل من مجموعة العثيم القابضة، وشركة مجموعة عبد المحسن الحكير للسياحة والتنمية، ومجموعة هامات العقارية، حيث تتضمن هذه الاتفاقيات تخصيص مواقع لمنتجات الحرف والصناعات اليدوية في عدد من المراكز التجارية والترفيهية.
ومن خلال هذه الاتفاقية، يتم إقامة معارض للحرفيين في 29 مركز تجاري بهدف تعريف الجيل الجديد بالموروث الثقافي والحرفي، وتطوير قطاع الحرف والصناعات اليدوية، وتعزيز مجال الابتكار الحرفي، وتحسين الدخل ورفع المستوى المعيشي للحرفيين.
وتتمثل رؤية البرنامج في كون النشاط الحرفي إرثا, وهوية وطنية، ومجالا لتوفير فرص العمل، ومصدرا لتنمية الموارد الاقتصادية، وعاملا لإنعاش الحركة السياحية والتجارية، حيث يهدف إلى تنمية قطاع الحرف والصناعات اليدوية السعودية تنميةً متوازنةً ومستديمةً تحقق التنوع الثقافي والثراء الاقتصادي.