نمو قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة إلى 8.9
كشف تقرير إرنست ويونغ (EY) لصفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن نمو قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في المنطقة من 8.2 مليار دولار أميركي خلال الربع الأول من عام 2014 إلى 8.9 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2015، بنسبة زيادة 9%، مبيناً أن الربع الأول من عام 2015 شهد الإعلان عن 90 صفقة، مقابل 89 صفقة في الربع الأول من 2014.
كما ارتفعت قيمة الصفقات المعلنة الواردة من 0.4 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2014 إلى 2.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2015، فيما انخفضت قيمة الصفقات المحلية المعلنة بنسبة 48% من 1.7 مليار دولار أمريكي خلال الربع الأول من عام 2014 إلى 0.9 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2015. وتراجعت قيمة الصفقات الصادرة المعلنة بنسبة 11% من 6.1 مليار دولار في الربع الأول من عام 2014 إلى 5.5 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2015.
وقال فِل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY: "لا يزال سوق الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قادراً على مواجهة المناخ الجيوسياسي الحافل بالتحديات في أجزاء من المنطقة. ويشير عدد الصفقات الاندماج والاستحواذ عدم تأثره بتقلّبات أسعار النفط. وتبدو آفاق صفقات الاندماج والاستحواذ مبشّرة لبقية العام، حيث أشار أحدث تقرير لشركة EY حول مؤشر ثقة رأس المال، والذي يستطلع ثقة كبار الرؤساء التنفيذيين في المنطقة، إلى أن غالبية المسؤولين التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (69%) يتوقعون أن يحافظ سوق الصفقات على استقراره خلال الفترة المتبقية من عام 2015".
توقعات بنمو حجم الصفقات خلال عام 2015
وفقاً لمؤشر ثقة رأس المال (CCB)، تخطط أكثر من نصف الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإبرام صفقات أكبر خلال السنة المقبلة، مقابل 28% كشفت عن نيتها المحافظة على استراتيجية أعمالها الحالية.
ويرتفع متوسط أحجام الصفقات بشكل رئيسي نتيجة النشاط المرتفع في بعض القطاعات. وخلال العامين الماضيين، تركزت هذه الصفقات بشكل واسع في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والمنتجات الاستهلاكية، وكان حجمها صغيراً في معظم الأحيان. وعلى الرغم من ذلك، سجل قطاعا النفط والغاز والخدمات المالية نشاطاً أكبر مؤخراً، مع التوجه نحو صفقات أكبر حجماً.
وقال أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ والاكتتاب العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في (EY): "يبدو نشاط الصفقات صحياً للغاية، وذلك نتيجة انتعاش مصر مجدداً وازدهار بعض الأسواق الأخرى التي شهدت تباطؤاً خلال السنوات السابقة. وسوف نشهد هذا العام على الأرجح مزيداً من الصفقات الصادرة، مع ظهور مؤشرات على عودة الاستثمارات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتخطط ثلث الشركات تقريباً (34%) في المنطقة للتركيز على الاستثمار في مناطق وأسواق جغرافية جديدة لتحقيق نمو ذاتي لأعمالها، مقارنة مع نسبة لم تتجاوز 6% العام الفائت".
فرص الاستحواذ لا تزال عالية بفضل التقييمات العادلة
أبدى المشاركون في استطلاع مؤشر ثقة رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تفاؤلهم بشأن صفقات الاستحواذ. ولا تزال فرص الاستحواذ مرتفعة بنسبة 68%، بما ينسجم على نطاق واسع مع التوجهات العالمية، وتبدو الصفقات المخطط لإجرائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر قوة. ويظهر الاستطلاع أن 28% من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تجري ثلاث صفقات، بارتفاع وقدره 9% عن شهر أكتوبر الفائت. كما ارتفع عدد الشركات التي تجري خمس صفقات كمعدّل وسطي خلال الأشهر الستة السابقة.
وأضاف أنيل: "لا يزال الإقبال على صفقات الاستحواذ قوياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى التوقعات بإجراء تقييمات مناسبة من قبل الطرفين المعنيين. ويبدو فارق التقييم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أقل من نظيره عالمياً، مما يدل على أن السوق لا يعاني من التضخم. كما أن ما يزيد عن ثلثي الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تعاني من أي فارق في التقييم بين المشترين والبائعين، في حين أن الغالبية العظمى (81%) من المسؤولين التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يرون أن هذا الأمر لن يتغير على مدار العام. ومن شأن هذا أن يساعد على إنجاز المزيد من الصفقات في غضون الأشهر المقبلة."
وتواصل الصفقات التي يتراوح حجمها بين الصغير والمتوسط، أي أقل من 250 مليون دولار، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جذب اهتمام المسؤولين التنفيذيين بشكل كبير، وخصوصاً في الشركات العائلية. ويظهر الاستطلاع أن 88% من المسؤولين التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يبحثون عن صفقات في الأسواق المتوسطة الأقل حجماً، بارتفاع وقدره 77% عن الأشهر الست الفائتة. وتستهدف الشركات العائلية قطاعات الأسواق متوسطة الحجم بشكل أساسي، حيث انصبّ تركيز هذه الشركات على إعادة ترتيب محافظها وإضفاء طابع مؤسسي على أعمالها.
وخلص فِل إلى القول: "يكشف مؤشر ثقة رأس المال أن الشركات العائلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد حولت اهتمامها عن الأسواق الناشئة، حيث لم يكن هناك أي نشاط في تدفق رأس المال من صفقات الاندماج والاستحواذ. ويشير هذا إلى تغير أكبر في المنطقة، التي تشهد تحولاً من مصدّر لرأس المال، إلى نموذج يجري فيه مستثمرو الشرق الأوسط عمليات الاستحواذ داخل المنطقة. ومن المرجح أن تواكب صفقات الاندماج والاستحواذ توجهات الإنفاق المحلي في البنى التحتية الاجتماعية وقطاعات التعليم والرعاية الصحية والمنتجات الاستهلاكية. ومن شأن مواصلة الإنفاق الحكومي وانخفاض عودة الاستقرار في المنطقة أن يسهم بشكل كبير في عودة الآفاق الإيجابية لصفقات الاندماج والاستحواذ مع خلق فرص هامة".