فرص كثيرة أمام الشركات العائلية و ينبغي اعتماد افضل ممارسات الحوكمة في هيكليتها
أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة الأستاذ أنيس أحمد مؤمنة أهمية تبني الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية آليات عمل واضحة ما يجعلها تواجه مرحلة حرجة في تطورها، مع اقترابها السريع من مرحلة انتقال السيطرة إلى الجيل التالي من العائلة. تطرقت جلسة "الحوكمة والجوانب الادارية" إلى هذه المواضيع وغيرها ضمن جلسات ملتقى الشركات العائلية الثاني 2015 الذي أقيم بشراكة استراتيجية مع وزارة التجارة والصناعة، تحت شعار" لبناء شركات عائلية مستدامة".
وأوضح مؤمنة بأن ممارسة الحوكمة تساعد على الاستدامة و تحد من مخاطر النزاعات العائلية، والتي غالباً ما تصبح حافزاً لمشكلات أكبر قد تهدد إستمراريتها، فيما لو غاب التخطيط للخلافة.
وقد تسمح عضوية مجلس الإدارة للغرباء بالإطلاع على بعض المعلومات الحساسة والشخصية للعائلة، والتي يصعب التصريح بها من قبل أفراد العائلة، وهو ما يمس جوهر مسألة الخصوصية التي تتصف بها الشركات العائلية.
وأضاف "على أي شركة عائلية راغبة في اعتماد أفضل الممارسات في مجال الحوكمة المؤسسية أن يكون هدفها الأساس هو فصل العائلة عن المصالح التجارية للشركة وتعيين أعضاء مجلس الإدارة على أساس مهاراتهم الفردية وقدرتهم على العمل معاً من أجل مصلحة الشركة ككل".
وكانت المجموعة قد نظمت خلال الملتقى أول ورشة عمل من نوعها بعنوان: "تطوير قدرات الإعلاميين لتعزيز حوكمة الشركات"، أدارها كلٌّ من عمرو باناجة نائب رئيس الاتصالات والتسويق وسلطان عبد الرؤوف رئيس الاستثمارات المباشرة في مجموعة سدكو القابضة. وتم خلال الورشة طرح الأفكار المبتكرة والخلاقة لتطبيق الحوكمة والمهارات الخاصة بصياغة المواد الصحفية المتعلقة بالحوكمة وتم إشراك الاعلاميين في كيفية اعداد التقارير الاعلامية عن الممارسات الجيدة لحوكمة الشركات كما تناولت الورشة دور الاعلاميين في تعزيز مفهوم الحوكمة وتوسيع قاعدتها التعريفية.
وأبان مؤمنة الى أن الإلتزام بأفضل آليات الحوكمة وممارساتها يسهم في خلق أجواء من الثقة والراحة في التعامل بين الموظفين والعملاء والشركاء الذين يؤمنون بالقيم والأهداف نفسها. كما أن معايير الحوكمة الصحيحة والسليمة بالاضافة إلى تبادل الخبرات والموارد بين الشركات العاملة والتابعة في الشركات العائلية الكبيرة تساعد الشركات العائلية على نمو الشركة بشكل أسرع وأكثر فعالية من خلال الإحتفاظ بموظفيها واستقطاب أفضل المهارات العملية. وشدد أنيس مؤمنة على أهمية اتباع نظام حوكمة سليم في سبيل نجاح نمو الشركات وقال:" تحديات كثيرة تواجه الشركات العائلية والحل في تكريس مفاهيم الحوكمة الرشيدة التي تعد صمام الأمان لاستمرارية هذه الكيانات التي ما زالت تسهم بشكل فاعل في نمو الاقتصاد السعودي، والتي تشكل 20 - 25% من الناتج المحلي غير النفطي بمتوسط ثروة تبلغ نحو 250 مليار ريال. كما أن تطبيق نظام الحوكمة يمنح الشركة القدرة على تحليل الفرص الإستثمارية ويعزز السمعة التي تجعل من الشركة شريكا مثاليا للشركات الباحثة عن المستثمرين ورؤوس الأموال".
وأشار مؤمنة خلال الجلسة إلى النجاحات التي حققتها مجموعة سدكو القابضة منذ التزامها بقيم الحوكمة الرشيدة، حيث عمدت المجموعة الى التفريق بين ملكية الشركة وإدارتها من خلال تعيين أول رئيس تنفيذي من خارج العائلة في العام 2004م. ووضعت هيكلاً متكاملاً للحوكمة يغطي جميع أنشطتها، الأمر الذي ساعدها على اتخاذ القرارات الإستثمارية المناسبة وتطوير الموارد البشرية. وإستفادت الشركة كذلك من تطوير منظور جديد لإدارتها بتعيين 5 أعضاء في مجلس الإدارة من خارج العائلة و 3 من العائلة و هذا ما يفسح المجال لتبادل خبرات عالمية لتطوير و نمو الشركة على صعيد محلي و مستوى عالمي.