منتدى التنافسية ٢٠١٥ ..مزيد من قصص النجاح يسطرها الشباب السعودي الطموح
لم يكن يعلم الشاب السعودي راكان العيدي أن زيارته لمنتدى التنافسية الدولي عام 2009م كزائر، ستكون بوابة النجاح التي سينطلق منها، عائداً إلى المنتدى ذاته كشريك، ومدير تنفيذي لأرقى المؤسسات العالمية غير الربحية في مجال ريادة الأعمال. راكان يدين بالفضل- بعد الله سبحانه وتعالى- لمنتدى التنافسية الدولي الثالث وشعاره "التنافسية المسؤولة"، حين حضر للاستفادة من طرح قادة الأعمال وقراءتهم للأزمة المالية العالمية آنذاك، ليتخذ قراراً غيّر مسار حياته الوظيفية، دفعه للانطلاق في بعثة لدراسة الماجستير في ريادة الأعمال بجامعة كوينزلاند بأستراليا، وبارك له هذه الخطوة حينها- أحد أبرز المشاركين في المنتدى- وهو معالي الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
ويتابع راكان حديثه حين عاد بعد ثلاث سنوات بمعرفة وخبرة في مجال ريادة الأعمال، حيث تشرف بالحصول على دعوة من الهيئة العامة للاستثمار لحضور منتدى التنافسية السادس عام 2012 تحت شعار "تنافسية ريادة الأعمال"، واصفاً حاله "كنت أسعى لتسويق مشروعي، وهو تأسيس شركة للاستثمار في الشركات الريادية الشبابية، وعلى هامش المنتدى أجريت مقابلات وظيفية عدة مع جهات دعم رواد الأعمال، ومنها مؤسسة إنديفور العالمية، والتي كانت تبحث عن مدير تنفيذي يتولى إطلاق الفرع الجديد للمؤسسة في السعودية، ويكون عضوها المنتدب المؤسس لإنديفور السعودية، وسارت الأمور كما تمنيت وانضممت للمؤسسة، واليوم عدت للمنتدى مشاركاً وليس زائراً، أعرض أعمال المؤسسة وقصص نجاح رياديينا السعوديين بعد مرور ثلاث سنوات على إطلاق فرعنا في المملكة".
وتعتبر (انديفور) السعودية، مؤسسة سعودية غير ربحية، انطلقت عام ٢٠١٢، وتعمل في حقل ريادة الأعمال المؤثرة، عبر تسريع نمو شركات الغد الكبرى بواسطة شبكة إنديفور العالمية، من خلال تحديد واختيار وإرشاد الرياديين الأكثر تأثيراً، وهي مبادرة من القطاع الخاص، يشرف على أعمالها مجلس إدارة محلي مكون من ثمانية رجال أعمال، برئاسة رجل الأعمال رامي التركي. وحول النتائج التي حققتها (انديفور) السعودية خلال العامين الماضيين، يقول المدير التنفيذي راكان العيدي أنهم راجعوا أكثر من ٣٠ شركة سعودية، استفادت من أكثر من ٢٠٠ ساعة إرشادية، وتم اختيار تسعة منها للانضمام إلى (إنديفور) وفق المعايير العالمية، ويدير هذه الشركات ١٢ ريادي وريادية، نجحوا في خلق أكثر من ٣٣٨ وظيفة خلال عامين، ليصبح إجمالي موظفيهم ١٣٥٥ موظفاً من الجنسين، بمعدل زيادة يتجاوز ٣٨٪، يساهمون بـ ٠.٠٢٪ من إجمالي الناتج المحلي السعودي.
وتعتزم المؤسسة- وفقاً للعيدي- الاستمرار في اختيار الشركات الابتكارية والتي تأسست وتدار من قبل رياديين سعوديين، وتحقق معدلات نمو عالية، ويسعى رياديوها للتوسع وتطوير أعمالهم وتوفير المزيد من الوظائف للمجتمع المحلي، واستثمار قصص نجاحهم ليكونوا قدوة مؤثرة في ريادة الأعمال وإلهام شبابنا السعودي.
وفي منتدى التنافسية الثامن، الذي سينطلق في الفترة من 25- 27 يناير الجاري، بمشاركة 60 متحدثاً، و3000 مشارك يمثلون قطاع الأعمال السعودي والدولي، وعدد من الوزراء والمسؤولين والمتخصصين في مجالات الاقتصاد والتنمية والفكر، تشارك (انديفور) السعودية في معرض "استثمر في السعودية" المقام ضمن فعاليات المنتدى كشريك في ريادة الأعمال، وستتركز مشاركتها حول إبراز الوجه الاستثماري الآخر للمملكة وهو شبابها، حيث يقول العيدي: إن رياديي المؤسسة هم مثال حي ورائع على شباب استثمروا أموالهم وطاقاتهم في تأسيس شركات إبتكارية عالية النمو، تمثل فرصاً استثمارية واعدة، ونماذج سعودية مشرفة، من أبرزها شركة مرخصة من الهيئة العامة للاستثمار، حصلت على استثمار نصف مليون دولار من مستثمر أمريكي في وادي السيليكون، والآن هو ضمن مجلس إدارتها.
ووجه الشاب راكان العيدي وصفة خاصة للشباب السعودي الطموح، داعياً إياهم للانطلاق خلف أحلامهم وتحويلها إلى واقع بعد التوكل على الله، واستشارة أصحاب الخبرة، وصقل مهاراتهم بالعلم والمعرفة، وعدم التردد وانتظار الفرص، بل اقتناصها بعد احتساب المخاطرة، مستشهداً بتجربته حين كان عام 2009م مجرد مهندس مبتدئ في أرامكو السعودية، يحلم بأن يكون مسؤولاً تنفيذياً يوماً ما، واليوم تحقق الحلم، عائداً للمنتدى ذاته عام ٢٠١٥ كرائد أعمال، مشاركاً وعارضاً لإنجازات مؤسسته وشبابها.
وأوضح "لا شك أن المنتديات العالمية مثل منتدى التنافسية والطرح الجيد من المتحدثين عامة سيثري الحضور من الشباب السعودي، ويساهم في رفع الوعي بأبرز التحديات العالمية والجهود والمبادرات لوضع الحلول لها، فالعالم اليوم أصبح قرية صغيرة، والمملكة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، وما مشاركتنا في قمة العشرين إلا خير دليل على ذلك".