كشفت دراسة حديثة لشركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG) عن تنامي الوعي بين المستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، مؤكدة أن الشعور الإيجابي واهتمام المستهلكين تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، يتزايد بشكل لافت في الإمارات العربية المتحدة، وبما يتماشى مع الاتجاهات العالمية التي تُظهر وعياً عالياً وحماساً نحو الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية. وبحسب دراسة جديدة أجرتها شركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، بعنوان "المستهلكون يعرفون أكثر عن الذكاء الاصطناعي مما يعتقده قادة الأعمال"، فإن معرفة المستهلكين بالذكاء الاصطناعي مرتفعة بشكل مدهش في الإمارات، التي تقود المنطقة في مدى الوعي بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
وتستند دراسة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، على استطلاع للرأي أجراه مركز بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، لأبحاث المستهلكين، والذي يقيس مستوى الوعي بالذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) وتطبيقاتهم. وشارك في الاستطلاع 21,000 مشارك من 21 دولة من 6 قارات حول العالم، للإجابة عن أسئلة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل.
وصرح رامي مرتضى، الشريك والمدير في شركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، بأنه "رغم تباين طرق استخدام الذكاء الاصطناعي حسب الدول، وأعمار المشاركين في الاستطلاع، ومستوى معارفهم، فإن المستهلكين في دولة الإمارات يُقدرون تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل لافت، متجاوزين العديد من المناطق والبلاد الأخرى المشاركة في الاستطلاع حول العالم"، وقال إن "نتائج الاستطلاع ُتُظهِر حقيقة الموقف المتقدم لمنطقة الشرق الاوسط نحو التكنولوجيا بما يعد جرس إنذار لقادة الأعمال". وأضاف مرتضى أن "مستويات المشاركة العالية في الاستطلاع من دولة الإمارات تُظهِر الحاجة إلى إيجاد أطر لمعالجة المخاوف لدى المستهلكين بشأن خصوصية البيانات". قائلا: "يجب أن نستمر في تعزيز تلك النظرة الإيجابية للذكاء الاصطناعي مع معالجة المخاوف المصاحبة لهذه التحولات الجذرية".
الرؤى العالمية والإماراتية حول تبني الذكاء الاصطناعي والمعرفة به
على الصعيد العالمي، فإن أكثر من 80% من المشاركين في الاستطلاع قد أفادوا بأنهم على دراية بمفهوم الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، وأقر ربع هذا العدد بأنهم يستخدمونه بشكل فعال. ويُظهر الأفراد الأصغر سنا تحت عُمر 35 تجاوباً أعلى في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث يبلغ معدل وعيهم بالذكاء الاصطناعي نحو 86%، وبطرق الاستخدام بنحو 32% مقارنةً بمعدل الوعي بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً بنسبة 80%، ووعيهم بطرق الاستخدام بنسبة 20%.
وتُظهِر الإمارات تفاعلاً قوياً ومعرفةً أكثر تفصيلاً بالذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبحسب استطلاع الرأي فإن 91% من المستهلكين في الإمارات، يعرفون الذكاء الاصطناعي التوليدي ويستخدم 34% منهم تلك التقنيات. كما تتنوع آراؤهم ومشاعرهم تجاه الذكاء الاصطناعي، إذ أن 37% اعتبروا متحمسين له، بينما يشعر 46% منهم بمشاعر متناقضة، منهم 17% يشعرون بالقلق تجاه الذكاء الاصطناعي. كما تُعلن الحكومة في الإمارات مبادرات قوية في مجال الذكاء الاصطناعي، ومنها نموذج (فالكون 2، "Falcon 2")، للذكاء الاصطناعي، والمصمم لمنافسة كلا من "ميتا Meta"، و"أوبن أيه آي Open AI"، ما يضع البلاد في مقدمة الدول في تطوير الذكاء الاصطناعي، ويؤكد أيضا التزام المنطقة بدمج الذكاء الاصطناعي مع مختلف القطاعات الأخرى".
الاهتمام بالذكاء الاصطناعي في أماكن العمل
يُظهر استطلاع الرأي لشركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG) أن 67% من الموظفين في الإمارات، متحمسون للإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين بيئة عملهم، بينما عبر 13% فقط منهم عن قلقهم من هذا الأمر. ويعكس ذلك وجود قوة عمل ديناميكية ترى الذكاء الاصطناعي كأداة للابتكار والكفاءة، ما يؤدي إلى أن زيادة معدل الشعور الإيجابي بنسبة 54% لصالح الذكاء الاصطناعي. كما تكتسب تطبيقات الذكاء الاصطناعي شعبية سريعة، وتُظهر دولة الإمارات العربية المتحدة استعدادها لدمج الذكاء الاصطناعي ضمن الأنشطة على جميع مستويات الأعمال.
ويجب على قادة قطاع الأعمال التركيز على الأفراد في المؤسسات، والتغيير في العمليات التشغيلية، وتنفيذ التكنولوجيا لتحقيق إمكانيات الذكاء الاصطناعي. ومن جانبه، قال مارك زاليسكي، المدير المفوض والشريك في بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، إن "الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي بين الموظفين في الإمارات يُبرِز وجود قوة عمل ديناميكية ترى الذكاء الاصطناعي كأداة وشريك في دفع الابتكار والكفاءة". وأضاف: "يجب أن نستمر في تعزيز هذا المنظور الإيجابي مع معالجة المخاوف المصاحبة لتلك التغييرات التحويلية".
الآثار المترتبة للذكاء الاصطناعي على أداء قادة الأعمال
وتؤكد دراسة شركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، على توصيات عدة لقادة الأعمال للاستفادة بنجاح من الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتتضمن تلك التوصيات:
• التأكيد على أهمية الشفافية والتوازن عند ابتكار تطبيقات جديدة للمستهلكين.
• تجربة الأفكار والمنتجات الجديدة في الأسواق الأكثر تقبلاً للذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي والنظر في نهج مُخصص للخصوصية.
• طمأنة العملاء عند طرح أفكار جديدة للذكاء الاصطناعي، وقبل أن تنتشر التطبيقات بشكل كبير.
• اتباع قاعدة (10-20-70) عند التعامل مع البيانات والتكنولوجيا، وتعني تخصيص 10% من الجهد لتطوير التكنولوجيا، 20% لنشر التكنولوجيا، و70% لإدارة التغيير والعمليات الأخرى المتعلقة بالأفراد.
وأكدت الدراسة أن الجزء الأكبر من العمل يجب أن يركز على إدارة التغييرات المصاحبة للأنظمة الجديدة، بدلاً من الاعتماد فقط على البيانات والتكنولوجيا. موضحة أن الثقة أمر حاسم في تبني الذكاء الاصطناعي. ولذلك فإنه يجب على القادة في قطاعات الأعمال احترام مخاوف المستهلكين والموظفين والاستفادة من الفرص السوقية المتاحة.