تمضي جمهورية إستونيا قُدماً في توطيد دعائم علاقاتها الثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نظّمت "إستونيا للتجارة" التابعة للهيئة الإستونية لريادة الأعمال "إنتربرايز إستونيا" بعثة تجارية متخصّصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى دولة الإمارات بهدف الاطلاع على أفضل الممارسات التي تتبعها الدولة في هذا القطاع الحيوي، واستكشاف سُبل تعزيز العلاقات التجارية الثنائية والعمل المشترك بما يعود بمزيد من التقدُّم والازدهار على البلدين الصديقين.
وبرئاسة بيريت سوتر، المدير الإقليمي للأسواق في منطقة الخليج، ضم الوفد الزائر عدداً من المسؤولين وكبار رجال الأعمال وممثلين عن 6 شركات إستونية رائدة في مجال تطوير الحلول المبتكرة للأعمال والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. وخلال زيارته التي تزامنت مع فعاليات معرض جيتكس جلوبال 2024، عقد الوفد عدة لقاءات مع قادة الشركات والمستثمرين والمبتكرين والمراكز الرائدة في دولة الإمارات ضمن مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي بُغية تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وبحث الفرص الاستثمارية المحتملة للشركات الإستونية التي تبدي اهتماماً كبيراً في توسيع شراكاتها في دولة الإمارات خصوصاً، ومنطقة الخليج العربي بشكل عام.
وأكدت سوتر أن هذه الزيارة شكّلت فرصة ثمينة لاستشراف آفاق جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين في القطاعات التي تدعم الرؤية المشتركة بين إستونيا والإمارات وتوجهاتهما المستقبلية نحو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والريادة العالمية في مجال التحوُّل الرقمي والابتكار، وذلك انطلاقاً من قوة العلاقات الثنائية التي تشهد نمواً مطّرداً بين البلدين في مجالات عدة.
وقالت: "جاء تنظيم هذه البعثة التجارية انسجاماً مع التوجهات الاستراتيجية الاقتصادية لإستونيا والهادفة إلى توسيع قاعدة شركائها التجاريين في شتى أنحاء العالم، ودعم توسّع الشركات المحلية نحو الأسواق الدولية التي تتمتع بآفاق وفرص واعدة في مجالات حيوية مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن أهمهما دولة الإمارات ودول منطقة الخليج".
وأضافت: "تُصَنَّف إستونيا من بين الدول الرقمية الرائدة في عالمياً، وهي تطمح إلى توظيف هذا التقدُّم في خدمة المجتمعات الأخرى من خلال التعاون مع البلدان حول العالم. ونحن نرى في دولة الإمارات شريكاً مميزاً يتمتع بتطلعات مستقبلية طموحة، حيث نقدِّر المكانة الرائدة التي تحظى بها الإمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي يشهد نمواً متسارعاً مدعوماً بالمبادرات الحكومية الهادفة إلى تحقيق اقتصاد رقمي مستدام، ما يجعلها وجهة جذابة للاستثمار وتطوير مشاريع مشتركة في هذا القطاع. لذا، سعينا خلال هذه الزيارة إلى الاستفادة من الأساليب المبتكرة التي يتبعها قادة الأعمال في الإمارات، فضلاً عن إرساء أسس متينة لمزيد من التعاون في المبادرات النوعية التي من شأنها دفع عجلة التقدم في مجال التكنولوجيا والاتصال".
كما أعربت سوتر عن تطلُّع البلاد إلى أن تساهم هذه البعثة التجارية في بناء شراكات جديدة تدعم الابتكار وتساهم في تحقيق النمو المستدام لكلا البلدين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشيرةً إلى أن الشركات الإستونية تتميز بحلولها المرنة والمخصَّصة في السوق العالمية، وقدرتها على توحيد الجهود مع شركائها لتحقيق أفضل النتائج، وأن الشركات المشاركة في الوفد تسعى إلى تأسيس علاقات راسخة مع الشركاء في المنطقة تسهم في تطوير ابتكارات تكنولوجية جديدة في المستقبل.
وتميزت الشركات المشاركة في البعثة التجارية بمزيج واسع من الخبرات والتخصّصات في مجال الابتكار الرقمي، حيث ضمت شركة "أدوبتوميديا" AdoptoMedia ذات الابتكارات المميزة في التنبؤ بمؤشرات الأداء الرئيسية للأعمال والإيرادات والتقييم، ومنصة الذكاء الاصطناعي المبتكرة "ألفا ثري دي" Alpha 3D التي تمكّن مطوري الألعاب ومنشئي المحتوى من تحويل النصوص والصور ثنائية الأبعاد بسهولة إلى أصول رقمية ثلاثية الأبعاد عالية الجودة.
كما ضم الوفد ممثلين عن شركة "كونسالت آي تي" ConsultIT المتخصصة بالأمن السيبراني، و"ديجيوتتش" Digiotouch التي توفر أدوات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي، و"ويسركات سوفتوير" Wisercat Software الرائدة في حلول التحول الرقمي، وشركة تطوير البرامج المخصصة وواجهات المستخدم "ماونتبريتش" Mountbirch.
يُذكر أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات يواصل تحقيق إنجازات نوعية، حيث نال المراكز الأولى عالمياً في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية المعنية بقياس تطور وجودة البنية التحتية للاتصالات. ووفق تقرير حديث صادر عن مؤسسة "موردر إنتيليجانس" للأبحاث، وصل حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدولة إلى حوالي 174 مليار درهم لعام 2024، مع توقعات لأن يصل إلى نحو 284 مليار درهم بحلول 2029. كما تهدف استراتيجية الإمارات للاقتصاد الرقمي إلى مضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي من 11.7 % إلى أكثر من 20% خلال السنوات العشر القادمة.
كما تُعَدُّ إستونيا واحدة من أهم الدول الرقمية على مستوى العالم بفضل تجربتها الناجحة في توظيف التقنيات المبتكرة والمتقدمة في مجال الخدمات الحكومية، إذ إن 99% من الخدمات الحكومية في البلاد متاحة عبر الإنترنت للمواطنين والأجانب على حد سواء. وتمتلك الدولة الأوروبية سجلاً حافلاً بالاستثمارات والابتكارات والتصنيفات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث صُنّفت الثالثة عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني، والأولى في مؤشر الصحة الرقمية العالمي.