افتتح معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، اليوم الثلاثاء 7 نوفمبر 2017، في فندق جراند حياة دبي، فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي الثالث لمركبات المستقبل، الذي حمل شعاره هذا العام "نحو تنقل ذكي ومستدام"، الذي يشارك فيه ما يناهز 350 من رواد صناعة المركبات الذكية والكهربائية والهجينة والهيدروجينية، وممثلين لحكومات عالمية وإقليمية وخليجية، وخبراء في البيئة والطاقة والتكنولوجيا والاتصالات والأبحاث والتشريعات.
وأكد معالي الوزير، أن دولة الإمارات تبادر بصورة مستمرة لتوظيف المبادرات التي تمكنها من التحول نحو اقتصاد المعرفة، المستند إلى الابتكار في كل تفاصيله، كما أن حكومة الدولة، تعتمد الابتكار نهجاً وأسلوب عمل، في ضوء رؤية القيادة الرشيدة، التي تخطط لتغيير معادلات الاقتصاد الوطني التقليدية، وتدفعه بعيداً عن الاعتماد على النفط في موارده، والإصرار والثقة في التجربة الإماراتية لاقتصاد قائم على المعرفة والتنافسية.
انطلاقة نحو الابتكار
وأضاف معاليه، أن "الواقع والمستقبل الاقتصادي للدولة، المنطلق نحو الابتكار وتوظيف التكنولوجيا في خدمة الإنسان، بدأت إشاراته الأولى مع اعتماد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، قبل عامين، السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار".
وأوضح معالي المنصوري أن هذه السياسة التي اعتمدها صاحب السمو رئيس الدولة تضمنت 100 مبادرة وطنية في القطاعات التعليمية والصحية والطاقة والنقل والفضاء والمياه، بحجم استثمارات تقديري يصل إلى 300 مليار درهم، وهي تضم تحت مظلتها أيضاً حزمة من السياسات الوطنية الجديدة، ونحن نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذه السياسة، ومثل هذه الفعالية دليل واضح على هذا النهج.
وأكد معاليه أن الأجندة الوطنية 2021، بها التزام ثابت للدولة في إطار تحقيق بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة من حيث جودة الهواء، والمحافظة على الموارد، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والتنمية الخضراء، كما تتطلع دولتنا إلى أن تصبح في المرتبة الأولى عالمياً في جودة البنية التحتية للمطارات والموانئ والطرق، إضافة إلى تعزيز جودة توفير الخدمات لتصبح في مقدمة الدول في الخدمات الذكية.
استشراف المستقبل
ولفت معالي المنصوري إلى أن الحديث عن الابتكار في صناعة المركبات، ينبغي أن يواكب مستجدات العصر الحديث، وتطورات التكنولوجيا، التي تلاقت هنا في دولة الإمارات مع إرادة القيادة الرشيدة، لتخرج لنا مثل هذه الأفكار والرؤى المبدعة، من ممثلي هذا التجمع الكبير من الخبراء والمنتجين والمسؤولين والمسوقين وأصحاب العلاقة، لنكون من هنا، من الإمارات، ضمن أوائل المبادرين نحو استشراف المستقبل لقطاعات اقتصادية واستثمارية واعدة، بحرص على إنجاح خطط الدولة نحو التنمية المستدامة، وتحقيق التوازن بين الجانب الاقتصادي منها والأبعاد الاجتماعية.
وشدد معاليه على أن دولة الإمارات لديها رغبة حقيقية لتتبوأ مركزاً متقدماً في تطوير آليات وتشريعات تخدم هذا التوجه، فهذه المشروعات الجديدة قادرة على استحداث قطاعات اقتصادية وتنموية جديدة من شأنها أن تنمي اقتصادنا الوطني، وتسهم في الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة، وتساعد الدولة في أن تكون ضمن أفضل دول العالم بحلول العام 2021، بتنمية مستدامة ذات محاور اقتصادية واجتماعية وبيئية.
منظومة الاستدامة
من جهته، أكد سعادة عبد الله عبد القادر المعيني، مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات"، التي تستضيف المؤتمر والمعرض، أن المؤتمر والمعرض المصاحب له، يشهد عاماً بعد آخر تطورات كبيرة، ويعكس تلاقي الأفكار وتكاتف الجهود الدولية للارتقاء بمنظومة الاستدامة، عن طريق توظيف التكنولوجيا في ابتكار حلول صديقة للبيئة، لما لذلك من أثر مباشر في حياة أجيالنا القادمة.
وأضاف سعادته، خلال كلمة افتتاحية لفعاليات المؤتمر، أن هذا العصف الذهني الدولي الذي تستضيفه الإمارات، يعزز الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وهو ما ينسجم مع الأجندة الوطنية، والالتزام الثابت لدولة الإمارات بالتعاون الدولي لتحقيق هذه الأهداف".
وأشار سعادته إلى أن دورة العام 2015 من هذا الحدث الدولي، واكبت مع وضع الإمارات استراتيجية متكاملة لتشجيع استخدام المركبات الكهربائية والهجينة والصديقة للبيئة، بهدف التوسع في الاعتماد عليها، تلبية لاستحقاقات الأجندة الوطنية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وأكد المعيني أن الأجندة الوطنية ضمن رؤية الإمارات 2021، تصب في إطار تحقيق بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة من حيث جودة الهواء، والمحافظة على الموارد، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والتنمية الخضراء، كما تتطلع دولتنا إلى أن تصبح في المرتبة الأولى عالمياً في جودة البنية التحتية للمطارات والموانئ والطرق، إضافة إلى تعزيز جودة توفير الخدمات لتصبح في مقدمة الدول في الخدمات الذكية.
وتابع سعادته: إن هذا التجمع الكبير من الخبراء والمنتجين والمسؤولين والمسوقين، يؤكد دور الإمارات الريادي في استشراف المستقبل بقطاع صناعة المركبات الذكية، والصديقة للبيئة، حرصاً على نجاح خطط دولة الإمارات نحو التنمية المستدامة، وتحقيق التوازن بين هذه التنمية الاقتصادية، وأبعادها الاجتماعية كذلك.
يسعدنا رؤية عروض المؤسسات الكبرى للتصنيع، والاستماع إلى آراء نخبة من الخبراء والرواد العالميين في هذه الصناعة، وأن نتشارك المعرفة، ونطلع على الأنماط الجديدة من المنتجات الذكية، من بطاريات الخلايا الضوئية، وحلول الأمان والسلامة، وآليات التخاطب بين المركبات، ومع البيئة المحيطة، والتواصل بين المركبة وأنظمة الطوارئ، وغيرها.
حلول نظيفة
ولفت سعادة المعيني إلى الأهمية الكبيرة للمركبات الذكية، وذاتية القيادة، والمركبات الكهربائية والهجينة وخلايا الهيدروجين، في توفير حلول نقل أنظف، وصديقة للبيئة، وذات عوائد اقتصادية إيجابية على المستهلكين والدولة، في مسعى لتوفير خيارات جديدة للتنقل تكون أكثر صداقة للبيئة، واقتصاد منخفض الكربون، وتحسن في جودة الهواء في الدولة.
وأوضح أن إن حياة الناس ستصبح أسهل، وأكثر أماناً، في ظل هذا النمط من التنقل الذكي، بفضل التقنية التي ستتيح إمكانية التخاطب بين المركبات، فقريباً.. لن تعتمد الرحلات بشكل كبير على القيادة البشرية للمركبة، فمركباتنا ستكون ذاتية الحركة، يحدد الراكب على متنها وجهته فقط، وتتولى المركبة الأمر حتى إيصاله إلى وجهته بأمان وراحة.
وأعرب مدير عام "مواصفات" عن سعادته بمشاركة كبريات الشركات المنتجة والخبراء الدوليين في توعية الجمهور بمميزات المركبات الذكية، وإتاحتها للمرة الأولى أمام الجمهور العادي لتجربتها، بصورة تعكس المساعي العالمية لتبديد المخاوف والشكوك لدى المستهلكين تجاه هذا النوع من المركبات، وإطلاعهم على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والتصنيع في هذا القطاع الاقتصادي الواعد.
كــــــــــــــــــــــادر إضافي:
تخصيص 3 ساعات يومياً للجمهور لتجربة قيادة المركبات الذكية
خصصت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات"، بالتعاون مع رواد صناعة المركبات في العالم، على هامش المؤتمر والمعرض الدولي لمركبات المستقبل، 3 ساعات يومياً للجمهور العادي لإجراء تجارب مجانية لقيادة مركبات ذكية، في مساحة مخصصة لهذا الغرض بفندق جراند حياة دبي، وتستمر الفعالية لمدة يومين.
وقال المهندس خلف خلف مدير إدارة المواصفات في الهيئة، إن إتاحة الفرصة أمام الجمهور العادي لتجربة قيادة هذا النوع من المركبات والتعرف إليها، يسهم في إزالة المخاوف لدى المستخدمين تجاه هذا النوع من المركبات، ورفع مستويات المعرفة الجماهيرية بالمركبات الموفرة في استهلاك الطاقة، والصديقة للبيئة.
وأضاف أن الجهات المشاركة ستعرض على الجمهور مجموعة من المركبات الصديقة للبيئة، وذاتية القيادة، لأكبر المصنعين مثل تسلا، أودي، بورشه، فولكس فاجن، تويوتا، لكزس، هوندا، فولفو، بي إم دبليو، كاديلاك، كيا، رينو ومرسيدس بنز، وسيتاح لهم تجربتها شخصياً والتعرف إلى إمكاناتها.
تستمر فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لمركبات المستقبل حتى 8 نوفمبر في فندق جراند حياة دبي حيث يشارك فيه أكثر من 350 من ممثلي الجهات الحكومية، المصنعين ، الموزعين، الأكاديميين، خبراء الصناعة، الاستشاريين، مقدمي الحلول، العاملين في مستقبل النقل الذكي المستدام.
ويتضمن مؤتمر اليومين الذي تستضيفه هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (مواصفات)، تحت رعاية معالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد بالإمارات، يتضمن معرضا لأحدث السيارات الكهربائية والهجينة والسيارات ذاتية القيادة من تسلا، أودي، بورشه، فولكس واجن ، تويوتا، لكزس، فولفو، بي إم دبليو، كاديلاك، كيا، رينو ومرسيدس بنز.
وقال أحمد باولس، الرئيس التنفيذي للشركة المنظمة للحدث ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط: "يسرنا أن نشارك مرة أخرى مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، التي لا تواصل دورها الرائد نحو تحقيق رؤية مشتركة للتنقل الذكي والمستدام.
وأضاف: "إلى جانب أحدث إبداعات الصناعة، يتضمن المؤتمر الدولي الثالث لمركبات المستقبل حلقات نقاشية بمشاركة الجهات الحكومية، مصنعي السيارات، الموزعين، مطوري البنية التحتية للطرق والمرور، حيث أن تحقيق أهداف النقل المستقبلية في الإمارات يحتاج إلى جهد جماعي وتعاوني من كافة المعنيين".
وشملت فعاليات اليوم الافتتاحي عروضا توضيحية حول مبادرات هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس في مجال التنقل الذاتي في الإمارات، وتفاصيل عن مبادرات التنقل الأخضر من المجلس الأعلى للطاقة في دبي، والتطورات المتعلقة بنشر تكنولوجيا خلايا الوقود في الإمارات من شركة الفطيم للسيارات، إضافة إلى رؤى خاصة بحلول التنقل حسب الطلب من بي إم دبليو. كما ألقى الدكتور عبد الله سالم الكثيري مدير عام الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية كلمة رئيسية خلال المؤتمر.
وفي سياق متصل، استعرض الراعي الرئيسي مرسيدس بنز الشرق الأوسط سيارة الفئة إس الذكية الوحيدة في المنطقة، إلى جانب سيارة C 350 e Plug-in الهجينة. وقال لينارت مولر-تيوت، مدير التسويق والاتصالات في شركة مرسيدس بنز الشرق الأوسط، إن الشركة لديها خطط كبيرة لمستقبل التنقل الإلكتروني.
وتابع مولر تيوت: "نظرا لتعقيد النموذج الناشئ في صناعة السيارات، ننافس الآن على عدة جبهات. وللتوفيق بين أولوياتنا الاستراتيجية، حددنا أربعة اتجاهات رئيسية تعزز بعضها البعض وتحفز التغيير في صناعتنا. وتشكل هذه الركائز الأربع أساس استراتيجية "CASE"- والتي ترمز إلى متصلة، ذاتية القيادة، مشتركة وخدمة والقيادة الكهربائية- للتنقل المستقبلي.
"في العام الماضي، قدمنا علامة جديدة للتنقل الكهربائي هي EQ، والتي ترمز إلى الذكاء الكهربائي. نخطط لامتلاك عشر سيارات كهربائية بالكامل بحلول عام 2022، وسنقدم أيضا سيارة واحدة على الأقل من بمحركات الدفع الكهربائي في كل سلسلة نماذج. "
وقال مولر-تيوت إن حقبة القيادة الذاتية تماما أمر منطقي ومقبول، وأضاف "إننا كثيرا ما نقول ان السؤال ليس ما إذا كانت القيادة الذاتية ستصبح واقعا، وإنما متى تصبح القيادة الذاتية حقيقة واقعة. نضع الأساس لإنشاء نظام بيئي وبنية تحتية داعمة تجعل المركبات ذاتية القيادة جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية. وهذا يتطلب إعداد العملاء والسائقين والمنظمين والشركات بشكل كافٍ لهذا المستقبل.
"هذا أيضا أحد أسباب مشاركتنا في المؤتمر الدولي الثالث لمركبات المستقبل الذي يعد فرصة للتواصل مع والتعلم على الجهود والشراكات على مستوى الصناعة التي تعتمد على خبرة مختلف المعنيين، في كل من القطاعين العام والخاص".
يشارك في مؤتمر اليومين لجنة خبراء تضم أكثر من 35 متحدثا، ما يوفر منصة هامة حيث تمكّن المعنيين بالصناعة من دعم بعضهم البعض في تحقيق مستقبل ذكي، متصل ومستدام في قطاع النقل بالمنطقة. يقام المعرض على هامش المؤتمر وهو مفتوح للجمهور العام لمعاينة، تجربة واختبار بعض من أحدث العروض لحلول القيادة المستدامة والمستقلة.