برعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، اختتم بنك التنمية الاجتماعية، أكبر بنك تنموي شامل، فعاليات ملتقى ريادة الأعمال وأنماط العمل الحديثة، الذي عقد في الرياض بين 22 و23 يناير الجاري، تحت شعار "انطلق نحو المستقبل". وشارك في الملتقى مجموعة من المسؤولين الحكوميين والخبراء والأكاديميين والمستشارين وروّاد الأعمال حول العالم. وألقى كلمة افتتاح اليوم الثاني من فعاليات الملتقى نائب رئيس البنك للاستراتيجية والابتكار، المهندس معيض البيشي. حيث تميز الملتقى بجلسات تفاعلية مع الحاضرين، قدمها خبراء عالميون، أبرزهم الحائز على جائزة نوبل للسلام ومؤسس بنك "جرامين"، البروفيسور محمد يونس، حول التمويل متناهي الصغر، وكذلك كريستينا لاسينكو، والمدير التنفيذي لـ"Global Gaming Hub" حول صعود الألعاب الإلكترونية، إلى جانب كريس بارتون، مؤسس تطبيق “Shazam” الموسيقي. فيما شهد الملتقى الإعلان عن الفائزين في النسخة الأولى من جائزة بنك التنمية الاجتماعية حيث سلم الفائزين الجوائز البروفيسور محمد يونس وبحضور قيادات البنك، فيما استضاف الملتقى معرضاً مصاحباً، تخلله عروض استثمارية لمشاريع مختلفة مرشحة من فروع جادة 30.
واعتبر المهندس معيض البيشي أن الشمول المالي هو جوهر عمل بنك التنمية الاجتماعية عبر توفير خدمات التمويل الميسر، والتأمين، والادخار، وتوج ذلك بتقديم 150 مليار ريال خلال 50 عاماً، خدمت 9 ملايين مواطن ومواطنة، للمساهمة بفاعلية في بناء قاعدة اقتصادية قوية.
وأضاف قائلاً:" يعد إنفاذ التمويل على رأس أولويات الأجندة العالمية للتنمية. حيث يتجاوز حجم الطلب العالمي على تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة 5 تريليون دولار، وتؤدي المنشآت الصغيرة والمتوسطة دوراً حيوياً في إيجاد فرص العمل، إذ تمثل ثلثي الوظائف على مستوى العالم. ويظهر أن هيكل المنشآت الصغيرة والناشئة هش، حيث يتساقط أكثر من 50٪ منها بعد 5سنوات. لقد شهدت المملكة تقدمًا ملحوظًا في دعم وتمويل المنشآت الصغيرة والناشئة، حيث ارتفع حجم التمويل بنسبة 150٪ منذ 2017، ووصل إلى أكثر من 268 مليار ريال اليوم، كما زادت أعداد المنشآت الصغيرة بنسبة 35٪، ووصلت إلى قرابة 1.2 مليون منشأة."
وأوضح البيشي: "تركز أهداف بنك التنمية الاجتماعية على إقامة بنية متكاملة لدعم ريادة الأعمال وتمكين الشباب، من خلال النفاذ للتمويل، ورفع مستوى ريادة الأعمال وتمكين الأفراد، وتطوير بيئات قانونية محفزة، واستخدام التقنية بشكل فعال، وتعزيز إنفاذ الأنظمة لتحفيز الأسواق. إننا نمول أكثر من 100 ألف رائد أعمال ومنشأة صغيرة وممارس للعمل الحر سنوياً، ونقدم دعماً لبناء القدرات لـ 200 ألف مستفيد سنوياً. كما نرعى أكثر من 100 علامة تجارية سنوياً، وقد نجح مستفيدو البنك في تسجيل 17 براءة اختراع".
واعتبر البروفيسور محمد يونس أن التمويل المصغر هو أداة للتغيير الاجتماعي، وليس مجرد آلية مالية. ويشمل ذلك معالجة تحديات الإسكان والبطالة، داعياً لإنشاء حركة عالمية للأعمال الاجتماعية وتكثيف العمل من أجل المسؤولية الاجتماعية وتمكين الفرد، فكل شخص لديه القدرة على المساهمة في تحسين المجتمع. وانتقد أنظمة التعليم والتوظيف الحالية، التي لا تشجع الإبداع الفردي والاستقلال، ناصحاً باستبداله بنظام يغذي النمو الشخصي واكتشاف الذات.
من جانبه، قدم كرستيانو لاسينكو رؤيته المتفائلة بمستقبل الألعاب الإلكترونية، إذ يمارسها بانتظام أكثر من 3.2 مليار شخص حول العالم، فيما يزيد عدد الألعاب الإلكترونية الموجودة على الهواتف النقالة عن 1.5 مليون لعبة في الوقت الحالي. ونصح بتحديد الأهداف والوقت المناسب ودراسة الفئة المستهدفة قبل إطلاق أي لعبة إلكترونية مع ضرورة الاهتمام بمواصلة التحديث وإجراء التحسينات لضمان للاحتفاظ بالمستخدمين.
وضمن سياق الجلسات التفاعلية، شدد كريس بارتون على تشجيع التفكير خارج الطرق التقليدية والمعروفة والخروج إلى حيز الابتكار مع عدم الاستسلام مهما كانت الظروف، إذ اعتبر خبراء معالجة الإشارات الصوتية وهندستها أن تصميم وتنفيذ تطبيق "Shazam" لتحديد الأغاني أمر مستحيل، لكنه واصل العمل بسبب قناعته بجدوى الفكرة. وأوضح أن التطبيق اكتسب شعبية واسعة مع أكثر من ملياري عملية تحميل.
يذكر أن ملتقى ريادة الأعمال وأنماط العمر الحديثة يعد مبادرة نوعية من بنك التنمية الاجتماعية. ويأتي الملتقى في إطار التمكين المتواصل، الذي يقدمه البنك لرواد الأعمال وممارسي العمل الحر. وشارك في الملتقى 85 متحدثاً و30 جهة دولية و100 مستشار في ريادة الأعمال.