كشف تقرير حديث صادر عن ماستركارد حول تطلعات السكان ودور التقدم التكنولوجي في بناء المدن الذكية في الشرق الأوسط أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص في المملكة سيكونون أكثر سعادة عند العيش في مدينة ذكية ومتصلة. وفي ظل التوقعات بأن يعيش ما يقرب من ثلثي سكّان العالم في المناطق الحضرية بحلول العام 2050، تبرز أهمية التركيز على الحياة الحضرية لبناء مدن أكثر أمانًا واستدامة وشمولًا في المستقبل.
وبحسب تقرير مدن المستقبل من ماستركارد، فقد أجمع المشاركون في المملكة العربية السعودية بغالبية ساحقة (75%) على أن العيش في مدينة ذكية سيجعلهم أكثر سعادة.
وقال آدم جونز، مدير عام المنطقة الوسطى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى ماستركارد: "تواصل المملكة العربية السعودية مساعيها لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، ولأن يتم تصنيف ثلاث مدن سعودية ضمن أفضل 100 مدينة في العالم، وذلك من خلال العمل المستمر على تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات والشراكات مع مختلف الجهات. وتفخر ماستركارد بدورها على المستويين الاستشاري والتنفيذي من خلال التعاون مع العديد من الجهات الفاعلة للمساعدة في رسم ملامح مدن المستقبل في المملكة، حيث نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في القطاعين العام والخاص ونوظف خبراتنا وتقنياتنا وحلولنا الرقمية المبتكرة لضمان تطوير المدن بطريقة مستدامة وبأفضل شكل ممكن."
الابتكارات ذات الأولوية لسكان المملكة تشمل المباني الذكية والسفر والخدمات الذكية
يرى غالبية المشاركين في الدراسة من المملكة العربية السعودية (60%) بأن المباني والمنازل الذكية والمتصلة من أهم الابتكارات التي يجب التركيز عليها، وجاءت خدمات السفر الذكية (60%) بنفس الأهمية تقريبًا. ومن الواضح بأن التفاؤل بالتقدم التقني يطغى على المخاوف، إذ اعتبر المشاركون بأن تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي (54%) هما من أهم التقنيات لبناء مدن المستقبل. في حين تخوّف سكان المملكة من خسارة الوظائف التقليدية وفقدان الروابط الثقافية التقليدية.
المواءمة بين الاستدامة والحلول الذكية
برزت الحلول الذكية التي تدعم التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة في صدارة المزايا المتوقعة للمدن الذكية في المملكة (56%) والمنطقة عمومًا، بينما يعتقد 85% من المشاركين في الدراسة من السعودية بأن مدنهم ناضجة أو ناضجة بما فيه الكفاية لاحتواء هذا التحول.
سكّان المناطق الحضرية يبحثون عن الوصول الرقمي إلى الخدمات، والراحة التي توفرها التطبيقات المتكاملة
يرغب سكان المملكة بأن تسهم التقنيات الرقمية في تحسين الكفاءة في أماكن عيشهم وعملهم وتجارب الدفع الخاصة بهم. وجاء الوصول الرقمي إلى خدمات مثل المرافق والتراخيص والخدمات المصرفية والنقل (55%) في صدارة المجالات التي يمكن أن تسهم في تحسين تجارب حياتهم اليومية في المدينة، إلى جانب حماية البيانات الشخصية (55%). ويرى 50% من المشاركين في الدراسة بأن وجود منصة رقمية واحدة (تطبيق متكامل) تجمع بين كلّ الخدمات والمعلومات هو أمرٌ مهم أيضًا بالنسبة لهم.
ومن الأمثلة على ذلك، يمكن لزوار مركز الملك عبدالله المالي (كافد) استخدام تطبيق واحد متكامل لتخصيص تجربتهم، بما في ذلك حجز موقف السيارة مسبقًا، والتنقل ضمن الموقع، والوصول إلى برنامج ولاء العملاء الخاص بالمركز.
وقال رامز الفايز، الرئيس التنفيذي لقطاع تقنية المعلومات في "شركة إدارة وتطوير مركز الملك عبدالله المالي": "تتمحور التجارب التي نسعى لتقديمها في كافد حول توفير بيئة تركز على الإنسان وتلبي احتياجاته وترتقي بجودة حياة المقيمين والزوار. هدفنا هو بناء مجتمع حيوي وشامل يشجع التفاعل الاجتماعي، ويسهل التبادل الثقافي، ويحفز النمو الاقتصادي، ويمكن للتكنولوجيا أن تقوم بدور محوري في تسهيل توفير الخدمات التي تتيح تحقيق هذه الأهداف."
الشراكات ضرورة أساسية لتعزيز الابتكار في المناطق الحضرية
تعمل ماستركارد مع شركائها في القطاعين العام والخاص من أجل تطوير حلول من شأنها المساهمة في بناء مدن المستقبل المستدامة بعدة طرق، بما في ذلك تعزيز جهود التحول الرقمي. ومن الأمثلة على ذلك، التعاون بين ماستركارد وشركة "المدفوعات السعودية"، المشغل الوطني للبنية التحتية للمدفوعات، الذي يعمل تحت إشراف البنك المركزي السعودي، لإطلاق نظام الدفع الفوري "سريع"، وتمكين عمليات دفع أكثر سرعة وتحسين التسويات البنكية.
كما تعاونت ماستركارد مع «فنتك السعودية» لدعم الابتكار في قطاع التقنية المالية، ويساهم تعاونها مع شركة الحلول المالية المبسطة «ساي في» في تمكين الشركات الصغيرة ودعم نجاح رواد الأعمال. كما عقدت شراكة مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لدعم قطاع الرياضات الإلكترونية بأحدث التقنيات. وفيما يتعلق بالنقل الحضري، تشارك ماستركارد في مشروع مترو الرياض كمزود للبوابة المختارة لتسيير معاملات التجارة الإلكترونية. فضلًا عن ذلك، تعمل ماستركارد مع شركة إدارة وتطوير مركز الملك عبدالله المالي لتعزيز الشمول ودعم تعليم الفتيات في المجال التقني.