انطلق "جيتكس جلوبال"، أضخم معرض للتكنولوجيا في العالم، بنسخته الأكبر على الإطلاق هذا الأسبوع وسط حضور دوليّ واسع على مدار ثلاثة أيام. ورسخ المعرض مكانته الآن على نطاقٍ أوسع بالإعلان عن إطلاق نسخته القادمة في القارة الأوروبية ليقود بذلك زخم توسع مجتمع التكنولوجيا العالمي في الأسواق الدولية.
جاء الإعلان عن معرض "جيتكس أوروبا 2025" اليوم (18 أكتوبر) خلال حفل توقيعٍ ومؤتمر صحفي في معرض "جيتكس جلوبال" الثالث والأربعين، والذي تجاوز طاقته الاستيعابية مرةً أخرى هذا العام في مركز دبي التجاري العالمي؛ حيث يستقبل خلال الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 6000 عارض وأكثر من 180 ألف مشاركٍ من 180 دولة.
يعتبر "جيتكس" العلامة التجارية الأوسع تأثيراً بين الفعاليات المختصة بالتكنولوجيا، حيث يحظى بشعبية واسعة بين أوساط خبراء التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم. وسيقوم الآن بإنشاء ممر دولي يربط مسؤولي التكنولوجيا العالميين بفرص التطوير البحثي والتجاري في الاقتصاد الرقمي الأكثر تقدماً على مستوى العالمي.
سيتولى تنظيم معرض "جيتكس أوروبا" شركة "كون العالمية" - المتخصصة بتنظيم الفعاليات الدولية والتابعة لمركز دبي التجاري العالمي - بالشراكة مع مركز المعارض في برلين، وسيقام خلال الفترة الفترة من 21 إلى 23 مايو 2025.
توسيع شبكة مراكز التكنولوجيا العالمية من خلال علامة تجارية قوية
يعتبر "جيتكس أوروبا" ثاني المشاريع الخارجية لعلامة "جيتكس" بعد إطلاقها التاريخي لمعرض "جيتكس أفريقيا" في المغرب في مايو 2023، والذي صنفته مؤسسات مستقلة بأنه أفضل إطلاق لحدث تكنولوجي على مستوى العالم. ومن خلال البعثات الاستكشافية التي نظمها المعرض في الأسواق الصاعدة الأكثر ديناميكية في العالم، بات "جيتكس جلوبال" الآن حلقة الوصل الأبرز لربط مستقبل الاقتصادات في دبي وأفريقيا والآن أوروبا.
وحضر حفل التوقيع الرسمي لإطلاق المعرض بين "كون العالمية" ومركز المعارض في برلين معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد ورئيس غرفة دبي للاقتصاد الرقمي؛ وفرانزيسكا جيفي، نائب عمدة برلين وعضو مجلس الشيوخ للشؤون الاقتصادية والطاقة والشركات.
وبهذه المناسبة قال معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد ورئيس غرفة دبي للاقتصاد الرقمي: "تعتبر برلين شريكاً طبيعياً وتوأماً حقيقياً لدبي. ولا شك أن التوجه نحوها يثبت قدرتنا على نقل أفضل وألمع العقول من المنطقة إلى أوروبا، وإعادتهم في الوقت المناسب إلى دبي. إنه زخم مستمر بدأ مع انطلاق ’جيتكس أفريقيا‘، ونأمل أن نجعل ’جيتكس أوروبا‘ الحدث التكنولوجي الأنجح على مستوى القارة".
من جانبها صرحت عضو مجلس الشيوخ جيفي: "تعد برلين الوجهة المثلى لاستضافة ’جيتكس‘ في أوروبا، فنحن نتشارك الرؤية ذاتها في ربط مجتمع المبتكرين العالمي واستخدام التقنيات الجديدة أولاّ بأول".
وأضافت جيفي: "تقع برلين في قلب القارة الأوروبية، وهي موطن لواحدة من أكثر منظومات المشاريع الناشئة حيويةً في العالم، وتعدّ وجهة رئيسية للمواهب والاستثمار. ويسعدنا أن نتعاون مع جيتكس في سعينا لدفع عجلة التحول وتعزيز قوة الابتكار في ألمانيا وأوروبا".
أدى الارتفاع الكبير في الطلب الدولي على توسيع نطاق "جيتكس" واستكشاف أسواق جديدة إلى فكرة عقد "جيتكس أوروبا 2025" في ألمانيا - الاقتصاد الأكبر في أوروبا – وتسريع الاقتصادات المستقبلية عبر رؤية التحول الرقمي التي تتمحور حول تنمية المواهب والابتكار والاستثمار التكنولوجي المدفوع بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.
من جهتها قالت تريكسي لوه ميرماند، الرئيس التنفيذي لشركة "كون العالمية" المنظمة لمعرض جيتكس أوروبا: "يسعى ’جيتكس‘ إلى إحداث تأثير إيجابي واسع في القطاعات والاقتصادات المستهدفة، ويتحقق هذا التأثير عندما تجتمع الحكومات والأشخاص الأكثر ابتكاراً من مختلف القطاعات والثقافات مع طموح مشترك وانفتاح صادق على التعاون معاً. ويتمحور ’جيتكس‘ في صميمه حول قوة التكنولوجيا والشعوب، وهو الجوهر البسيط نفسه الذي يرتكز عليه أيضاً ’جيتكس أوروبا‘. وسنعمل جاهدين لنكون على مستوى ثقة مجتمع التكنولوجيا العالمي، وسنبدي ذات المستوى العالي من الالتزام بالتوسع نحو أهم الأسواق في العالم".
من جانبه قال ماريو توبياس، الرئيس التنفيذي لمركز المعارض في برلين: "بإطلاق ’جيتيكس أوروبا‘ نكون قد نقلنا إلى برلين واحداً من أبرز الفعاليات الدولية في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة. وسنتعاون مع ’كون العالمية‘ لاستقطاب مجتمع التكنولوجيا الأوروبي بكامله بما فيه من مبرمجين ومطورين ومسؤولين تنفيذيين ومستثمرين ورواد أعمال وممثلي السياسات العامة والعلوم والبحوث. ويسرنا أن نتعاون معاً اليوم في وضع الأساس لذلك كله".
وأضاف توبياس: "يعد ’جيتكس أوروبا‘ إضافة مهمة لمحفظتنا من المعارض التقنية الأخرى؛ حيث يغطي مجموعة كاملة من موضوعات الرقمنة بما فيها: الذكاء الاصطناعي، والميتافيرس وتقنية البلوك تشين، والأمن السيبراني، والاتصالات، وتكنولوجيا المناخ، والتنقل المستقبلي، وغيرها".
تسريع منظومة التكنولوجي الديناميكية في أوروبا
سيقام معرض "جيتكس أوروبا 2025" في وقت حاسم تمضي فيه القارة قدماً كقوة عظمى في مجال التكنولوجيا العالمية؛ مما يؤسس لمنظومة مرنة تحتاج، وفقاً لأحدث التقديرات، إلى خلق 11 مليون وظيفة تقنية جديدة بحلول عام 2030 لتلبية الطلب المتزايد لقطاع التكنولوجيا الأوروبي الذي تبلغ قيمته 3 تريليون دولار.
ومع احتضانها 514 شركة يونيكورن، تحظى أوروبا بشركات منافسة عالمياً وقادة متمرسين في جميع قطاعات التكنولوجيا الجديدة، وتجتذب القارة الآن 20% من رأس المال الاستثماري العالمي بالمقارنة مع 5% قبل عشرين عاماً.
ويتجلى التفاؤل على المدى الطويل في الفرصة المتاحة لضخ مليارات الدولارات من الاستثمارات الجريئة ورأسمال النمو في تقنيات متطورة تستهدف حل مشكلات كبيرة، وستكون قطاعات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات وتكنولوجيا المناخ من أبرز المستفيدين خلال السنوات المقبلة.
ومع وجود أكثر من 160 ألف شركة ناشئة و2.6 مليون موظف لديها باتوا أكثر اندفاعاً وخبرةً من أي وقت مضى، تمضي أوروبا بخطى ثابتة نحو قيادة العصر الذهبي لقطاع التكنولوجيا بالاستناد إلى قوة شبكات العلاقات، والتعاون بين القطاعين العام والخاص، وقدرة جيتكس أوروبا 2025 على صنع الأعمال.
برلين: مركز الابتكار الأوروبي
تواصل برلين ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للتكنولوجيا من خلال اتباع سياسات اقتصادية جعلتها نقطة جذب للشركات الابتكارية التي توحدها الرغبة في تغيير العالم عبر تصدّر التحولات التكنولوجية الكبرى مثل الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والحوسبة الكمومية.
وقد أدى تدفق المواهب التقنية ورجال الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم إلى خلق مجتمع حيوي لقطاع التكنولوجيا الرقمية، حيث تتمركز في برلين حالياً 5,600 شركة تكنولوجية ناشئة ومتسارعة النمو، ويذهب نصف التمويل الألماني للقطاع إلى شركات ناشئة في برلين.
تعتبر برلين أيضاً المركز الأكثر شعبية للشركات الناشئة لامتلاكها منظومة رائدة من مسرعات الأعمال الديناميكية مثل "برلين بارتنر" (Berlin Partner)، وقد دعمت بالفعل إنشاء 25 شركة يونيكورن واحتضنت عدداً من شركات اليونيكورن التقنية الأخرى خلال مسيرة نموها مثل N26 وSumUp ومجموعة Auto1. ومع تسجيلها أكبر عدد من طلبات براءات الاختراع مقارنة بأية دولة أوروبية أخرى، رسخت ألمانيا مكانتها كمركز للابتكار – وتعد برلين بمثابة القلب النابض لهذه المنظومة.