أفاد الدكتور شادي الخياط، استشاري الأورام بالمستشفى الجامعي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، أن علاج سرطان المِبْيض يشهد نقلات نوعية مهمة أتاحت خيارات علاجية جديدة للمصابين بهذا النوع من السرطان والذي يمثل نحو 4% من جميع حالات السرطان بين النساء في العالم. وذلك خلال مؤتمر "الواقع الحالي والحلول المستقبلية لسرطان المِبْيَض" والذي نظمته شركة "أسترازينيكا" بالتعاون مع الجمعية السعودية للأورام يوم الأحد 22 اكتوبر 2017 في فندق انتركونتنتال جدة، وبمشاركة نخبة من الأطباء السعوديين المختصين بمعالجة الأورام وبحضور مجموعة من وسائل الإعلام.
وبيّن الدكتور الخياط أن الخيارات العلاجية لسرطان المبيض لم تشهد أي تطورات تُذكر لسنوات طويلة، حيث كانت محصورة في معظمها بالعمل الجراحي والذي يعتبر بداية طريق المعالجة، والذي قد يتبعه علاجات أخرى مثل العلاج الكيماوي، ما وضع المصابين بسرطان المبيض أمام خيارات صعبة. حتى اكتشاف المجموعة الأولى في فئة مثبطات PARP وبريادة شركة أسترازينيكا، والتي اثبتت تطوراً ملحوظاً في ازدياد فترات وقف انتشار المرض مقارنة بأدوية أخرى.
ويصنّف الدكتورالخياط المجموعة الأولى في فئة مثبطات PARP بأنها مخصصة للسيدات المصابات بسرطان المبيض ولديهم الإعتلال الجيني (BRCA). ويتميز هذا النوع من الدواء بأنه يمكن تناوله عبر الفم ويؤجل الحاجة إلى جلسات العلاج الكيماوي، ويوفّر أيضاً فرص أفضل في عدم تطور السرطان في الجسم، مما يمكّن المصابات القيام بأنشطتهم اليومية وتجديد المقاومة تجاه المرض.
من جهته أكد رئيس قسم الأورام ومدير الشؤون الحكومية في شركة أسترازينيكا، طراد الخليوي، أن هذا الأكتشاف من شركة أسترازينيكا يمتد ليعالج ويقدم الأمل ليس فقط لمرضى سرطان المبيض، بل الأبحاث الأولية تدل على أنه قد يكون فعال في علاج أنواع اخرى من السرطانات مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، نظراً للنتائج الايجابية التي ظهرت بعد التجارب. وأضاف الخليوي: "لدينا حالياً أكثر من 60 تجربة جارية في مجال علم الأورام في مراحل مختلفة لضمان أننا نوفر دائماً حلول جديدة لمرضى السرطان و من خلالها نوفر حياه أفضل لهؤلاء المرضى."
كما شدد الخليوي على أهمية تكثيف الجهود للتوعية بسرطان المبيض بين كافة شرائح المجتمع، مبيناً أن نسبة الوفيات في المملكة تبلغ 19% فقط للمراحل المبكرة مقارنة بـ 81% للحالات المتقدمة، ولكن للأسف لا تتجاوز نسبة اللواتي يكتشفن إصابتهن في المراحل المبكرة سوى 36% مقارنة بـ 64% للمراحل المتقدمة.
إلى ذلك قال الدكتور فيصل الصافي، رئيس قسم واستشاري أمراض النساء والأورام في مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للحرس الوطني أن الأمور أخذت تتغير إلى الأفضل، وذلك بفضل تطور الأبحاث العلمية في السنوات الأخيرة لا سيما في الخمس سنوات الماضية، ما أدى إلى قفزات هائلة ومهمة تبشّر بالمزيد من الحلول الواعدة لهذا المرض الخبيث، والذي يودي بحياة نحو 150,000 امرأة سنويا في العالم، مشدداً على ضرورة اجراء فحص الاعتلالات الجينية (BRCA) للسيدات المصابات بسرطان المبيض، والتأكد من مدى قابليتهم للعلاج بفئة عقارات مثبطات PARP.
وفي هذا السياق، عزا الدكتور متعب الفهيدي، رئيس الجمعية السعودية للأورام، ارتفاع عدد الوفيات في هذا المرض إلى عدة عوامل رئيسية، منها صعوبة اكتشافه قبل وصوله إلى مراحل متقدمة بسبب طبيعة تكون وانتشار الخلايا السرطانية، وأيضاً وجود دراسات سابقة تتحدث عن عدم إلمام الأطباء بآخر التوصيات العالمية في هذا الجانب، حيث تظهر أحد الدراسات أن 13% من الاطباء في السعودية على غير دراية بتوصيات لجهات مثل "الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان" National Comprehensive Cancer Network و"جمعية الأورام النسائية" Society of Gynecological Oncology بأهمية فحص الإعتلال الجيني (BRAC) عند الضرورة.
وأضاف الدكتور متعب، إلى أهمية رفع مستوى الوعي الصحي لدى المجتمع، مشيراً إلى أرتباط سرطان المبيض بسرطان الثدي، حيث يمثل سرطان الثدي الناتج عن الإعتلالات الجينية (BRCA)من 5 إلى 10 في المئة، وهذا يدل على أهمية أخذ التاريخ العائلي لدى مريضة سرطان الثدي.
وحول هذه النقطة، أكد اسماعيل شحاده، رئيس شركة استرازينيكا في السعودية حرص الشركة على دعم تلك الجهود التوعوية، إذ تدأب على تنظيم الفعاليات والمؤتمرات للإلتقاء بالأطباء والأوساط الأكاديمية الطبية السعودية واطلاعهم على أخر المستجدات في البحوث الطبية والعقاقير العلاجية الحديثة، والتي تسهم في مساعدة الحالات المرضية وتعينهم على الوصول إلى مرحلة الشفاء بإذن الله.