حققت مجمل سوق كرة القدم الأوروبية عائدات بقيمة 26 مليار دولار لموسم 2014-2015 بسبب نمو الإيرادات الذي حققته البطولات الأوروبية الخمس الأكبر وهي الدوري الألماني لكرة القدم، والدوري الاسباني لكرة القدم، والدوري الفرنسي الدرجة الأولى والدوري الإنكليزي الممتاز والدوري الإيطالي لكرة القدم، والتي تشكل مجتمعةً 54% من إجمالي عائدات البطولات الأوروبية.
وفي هذا الإطار، علّق دان جونز، الشريك المسؤول عن مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت، قائلاً: "إنّ استمرار البطولات الأوروبية الأساسية في تحقيق النمو سنة بعد الأخرى إنما يؤكد على أنّ مباريات كرة القدم الممتازة لديها مركز متقدم وجاذب لمشاهدي البث المباشر، كما يبين استعداد الشركاء التجاريين لدفع مبالغ كبيرة للإبقاء على صلاتهم بالنوادي الأوروبية الأساسية نظراً لشهرتهم العالمية."
ويعتبر جونز أنّ استمرار هذا النمو هو أمر حتمي. فأضاف قائلاً: "في إطار توقيع عدد من عقود البث في أكثر من بطولة أوروبية، فإنه من المتوقع أن تتخطى قيمة سوق كرة القدم الأوروبية 30 مليار دولار في موسم 2016-2017."
وفي ظل تحقيق نسبة نمو بقيمة 3% في موسم 2014-2015، إستطاع الدوري الإنكليزي الممتاز أن يوسع تقدمه ليصبح الأغنى في البطولات الأوروبية في العالم بعائدات بلغت قيمة 5.3 مليار دولار. وبهذا النمو، أصبح الإنكليزي الممتاز متصدراً في فئات الإيرادات الثلاث الأساسية عالمياً بعدما استطاع أن يتفوق على الدوري الألماني في فئة العائدات التجارية في موسم 2014-2015.
أما الدوري الألماني فحلّ في المركز الثاني لأغنى بطولات كرة القدم الأوروبية بعد تحقيق نمو في إيراداته للسنة التاسعة على التوالي مع مستوى إيرادات بلغ 2.9 مليار دولار. ويعاد هذا النمو بشكل أساسي إلى الرعاية المالية والشراكات التجارية التي كانت المصدر لما يوازي 48% من العائدات الإجمالية للدوري الألماني.
وقد حلّ الدوري الإسباني لكرة القدم في المرتبة الثالثة بعائدات بلغت قيمتها 2.5 مليار دولار في موسم 2014-2015 عبر تحقيق نمو في فئات الإيرادات الثلاثة. ومن المتوقع أن يتفوق الدوري الإسباني على نظيره الألماني ليصبح ثاني أغنى البطولات الأوروبية في العالم لموسم 2015-2016 نظراً لحركة البيع الموحدة لحقوق البث التابعة له.
وحلّ في المرتبة الرابعة الدوري الإيطالي الذي حقق نمو بنسبة 5% وعائدات بلغت قيمتها 2.1 مليار دولار في موسم 2014-2015. ويكشف هذا النمو عن حركات مهمة في الأداء المالي للأندية الإيطالية الأساسية بحيث حققت الأندية الإيطالية الست الأغنى مجتمعةً نسبة نمو بلغت 7% فقط من إجمالي النمو في إيرادات الدوري.
أما الدوري الفرنسي الدرجة الأولى فقد انخفضت عائداته بشكل بسيط لتصل إلى 1.7 مليار دولار. وعلى الرغم من ذلك، سجلت عائدات بطاقات حضور المباريات بنسبة 15% بعد عمليات التوسيع للاستادات الرياضية في إطار التحضيرات لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2016، والتي أدت إلى زيادة متوسط مشاهدي المباريات إلى 22,329 شخص وهو أعلى معدل خلال العقد الفائت.
ومن ناحية أخرى، ارتفع معدل الإنفاق على الأجور للبطولات الأوروبية الخمس الأغنى بنسبة 10% لتتخطى 8.9 مليار دولار في موسم 2014-2015. وباستثناء الدوري الاسباني، ارتفعت نسبة الأجور على العائدات في موسم 2014-2015 في البطولات الأوروبية الأربعة الأخرى، بحيث سجل الدوري الألماني ارتفاعاً بنسبة 52% والإنكليزي بنسبة 61% والفرنسي بنسبة 67% والإيطالي بنسبة 72%. أما الدوري الاسباني فقد حقق تقدماً بانخفاض هذه النسبة من 63 إلى 62%. بشكل عام، ارتفعت نسبة الأجور على العائدات من 60 إلى 62%، إلّا أنها لا زالت أقل من عتبة ال 70% التي يتم استخدامها من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لرصد الاستدامة المالية للنوادي.
وقد سجلت نسبة الربح التشغيلي في الدوري الإنكليزي الممتاز مستوى 858 مليون دولار في موسم 2014-2015 وهو انخفاض عن المستوى التي سجلته في السنة الفائتة. وعلى الرغم من هذا الانخفاض، بقيت أرباح الدوري الإنكليزي أكثر من ضعف أرباح الدوري الألماني (378 مليون دولار) الذي حل في المرتبة الثانية في هذا الإطار. أما الدوري الاسباني، فقد حقق أرباح تشغيلية بلغت قيمتها 315 مليون دولار. أما الدوري الإيطالي والفرنسي، فقد حققا خسائر تشغيلية بلغت قيمتها 159 مليون دولار للأول و42 مليون دولار للثاني.
وفي هذا الإطار، علّق آدم بُل، ﺍﻟﻣﺳﺗﺷﺎﺭ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﺍﻷﻋﻣﺎﻝ ﺍﻟﺭﻳﺎﺿﻳﺔ في ديلويت، ﻗﺎﺋﻼً: "إنّ الموجة الجديدة من عقود حقوق البث التي سوف يتم توقيعها في موسمي 2015-2016 و2016-2017 في كل من البطولات الأوروبية الخمس بالإضافة إلى رفع مستوى تطبيق القوانين المالية في قطاع كرة القدم الأوروبية سوف يؤدي إلى خلق فرص مهمة جداً لكل من هذه البطولات لتحقيق الأرباح."
وأضاف جونز قائلاً: "تستمر منطقة الشرق الأوسط بلعب دور مهم في كرة القدم الأوروبية على مستوى البطولات والأندية. فمن أكثر العقود المربحة التي تم توقيعها هي الشراكات التجارية مع ممولين من الشرق الأوسط، حيث احتل هؤلاء الممولون الصدارة من جراء رعايتهم لثلاثة من أغنى خمسة أندية كرة قدم أوروبية. ومن ناحية أخرى، تساهم منطقة الشرق الأوسط في زيادة عائدات البث للدوري الإنكليزي الممتاز بحيث بلغت نسبة رسوم الحقوق الدولية القادمة من شبكات البث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للدورة المقبلة حوالي 9% من مجمل الحقوق الدولية."
ومن أبرز مما جاء في تقرير ديلويت السنوي حول ايرادات أندية كرة القدم للعام 2016 ما يلي: