نظم مجلس الغرف السعودية مؤخراً لقاء المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول الاستثمار مع وفد مشترك من جمهورية الصين الشعبية وهونج كونج، بحضور سعادة سفير جهورية الصين الشعبية لدى المملكة السيد لي هوا شين ورئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني المهندس عبدالله بن سعيد المبطي، ومشاركة عدد من أصحاب الأعمال السعوديين والصينيين، حيث جرى الاطلاع على آفاق وفرص التعاون في مجالات الاستثمار بين الجانبين. وضم الوفد المشترك مسؤولين في وزارة التجارة الصينية ومجلس تنمية تجارة هونج كونج وجمعية المقاولين الدوليين الصينية.
وفي مستهل اللقاء نوه رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني بمجلس الغرف السعودية المهندس عبدالله المبطي بأهمية المملكة وجاذبية سوقها للمستثمرين، لافتاً إلى الأنشطة التي اضطلع بها مجلس الأعمال السعودي الصيني المشترك مؤخرا، ولا سيما منتدى الأعمال السعودي الصيني الذي أقيم ببكين في مارس الماضي إبان زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- للصين.
وأضاف المبطي إن دوافع الشراكة والتعاون الإستراتيجي بين البلدين تتزايد يوماً بعد يوم في ظل الرغبة المشتركة لتقوية العلاقات الثنائية، مشيراً في هذا السياق إلى خطة الحزام والطريق الصينية ورؤية المملكة 2030 والتي قال إنها تفتح المجال بشكل غير مسبوق لتنمية وتطوير الاستثمارات المشتركة، داعياً إلى تعزيز التعاون بين الجانبين، والعمل على رفع حجم الاستثمارات الصينية في المملكة والتي تبلغ نحو 2.5 مليار دولار وكذلك الاستثمارات السعودية في الصين وتبلغ حجما أقل من ذلك.
وقال إن المملكة باتت تعد وجهة استثمارية آمنة ومنافِسة دولياً، حيث بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر نحو 231.5 بليون دولار عام 2016، منوهاً بالاتفاق الذي أعلن عنه البلدان بإنشاء صندوق استثماري حكومي مشترك بقيمة 20 مليار دولار.
من جهته قال ممثل وزارة التجارة الصينية في الوفد السيد سن تونغ أن زيارة الوفد المشترك للمملكة تأتي في سياق جهود تعزيز علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين الجانبين والاطلاع على الفرص الاستثمارية الهائلة بالمملكة، مشيراً إلى أن الوفد يضم شركات قيادية من الصين وهونج كونج في مجال المقاولات والخدمات وغيرها من القطاعات.
بدوره استعرض نائب الرئيس التنفيذي لمجلس تنمية تجارة هونج كونج خلال اللقاء المزايا الاقتصادية لهونج كونج وتميز الشركات فيها خاصة في مجال المقاولات والهندسة والانشاءات والخدمات، فضلاً عن كونها تمثل مدخلاً للشركات للسوق الصيني، معرباً عن تطلعهم لتعزيز التعاون مع المملكة والمستثمرين السعوديين.
فيما قدم رئيس جمعية المقاولين الدوليين الصينية تعريفاً بالجمعية التي تضم 1500 من كبار شركات المقاولات الصينية التي تعمل في العديد من دول العالم بما فيها المملكة، منوهاً بالفرص الاستثمارية الكبيرة في قطاع المقاولات بالمملكة والتي يمكن للشركات السعودية والصينية التعاون فيما بينها للاستفادة منها.
وسلط الدكتور عبدالعزيز جزار الرئيس التنفيذي لشركة ملز المالية الضوء على رؤية المملكة 2030 والفرص التي تتوافر بها من خلال مشروعات الخصخصة في قطاعات حيوية مثل المياه والنقل والكهرباء والطاقة المتجددة، ودعا الشركات الصينية للاستفادة من هذه الفرص والدخول فيها، معرباً استعداد الجانب السعودي تقديم كافة المعلومات والتنسيق مع المستثمرين الصينين في هذا الشأن.
واستعرض ممثل شركة أرامكو السعودية المهندس عمر الكثير برنامجها لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد "اكتفاء"، والذي يهدف إلى مضاعفة نسبة المنتجات والخدمات المحلية المرتبطة بالطاقة إلى 70% في أعمال ومشاريع أرامكو السعودية بحلول 2021، وتصدير ما نسبته 30% من المنتجات والخدمات المتعلقة بالطاقة المنتجة في المملكة، وتوفير آلاف الوظائف التي تتطلب مهارات عالية للسعوديين عبر الصناعات النامية، و يمثل البرنامج التزام أرامكو بتطوير المشاركة الوطنية عبر سلاسل الإمداد المحلية والدولية، كما يساعد في دفع الاستثمار وتنمية الاقتصاد وتنوعه وإيجاد فرص عمل وتطوير الأيدي العاملة في المملكة.
من ناحيته تناول المهندس خالد العبدالكريم الرئيس التنفيذي لمجموعة العبدالكريم القابضة الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يوفرها قطاع الطاقة والطاقة المتجددة في المملكة للمستثمرين الصينيين، داعياً الشركات الصينية للدخول في هذا القطاع بقوة ونقل وتوطين التتقنية الصينية المتقدمة بالمملكة وتطوير الصناعات المحلية من خلال الشراكة بين المستثمرين السعوديين والصينين، مشيراً إلى أن المملكة يمكن أن تكون نقطة إنطلاق للشركات الصينية للدخول إلى أسواق دول الخليج والأسواق الأخرى المجاورة كأفريقيا وكذلك للتصدير إلى أوربا وآسيا وبقية مناطق العالم.
ثم قدم ممثلو الشركات الصينية المشاركة في اللقاء والقادمين من البر الصيني وهونج كونج عروضا عن الفرص الاستثمارية التي تقدمها شركاتهم أو المشاريع التي يقومون بتنفيذها في المملكة كمشاريع الإسكان والبنى التحتية، كما أشاروا إلى الدروس المستفادة من تجاربهم الاستثمارية في المملكة وكيف أن رؤية المملكة وخطة الحزام والطريق الصينية تفتحان عهدا جديدا لاقتصاد البلدين والتنمية الشاملة فيهما.
وفي ختام اللقاء أشاد سعادة السفير الصيني لدى المملكة السيد لي هوا شين بتطور وازدهار العلاقات السعودية الصينية ومشاركة القطاع الخاص في البلدين في تنمية هذه العلاقات، مبديا استعداد السفارة والمكتب التجاري والاقتصادي التابع لها تقديم كافة أشكال الدعم والمؤازرة لأصحاب الأعمال السعوديين والصينيين على حد سواء، وتذليل أي معوقات قد تواجههم، معتبراً هذا اللقاء فرصة ثمينة لتوثيق علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.